على غرار بلدية الجزائر الوسطى التي شنت مؤخرا حملة تحسيسية من أجل حمل الناس على الالتزام بمواعيد رمي القمامة في الأوقات المحددة للرمي وضرورة الالتزام بها، شرعت بعض البلديات الأخرى في حمل نفس الشعار والمتمثل في ''من أجل محيط نظيف'' للمساهمة في نشر ثقافة بيئية، ولعل من بين هذه البلديات بلدية حيدرة وبلدية جسر قسنطينة وبلدية بئر خادم وبلدية سحاولة، وكذا بلدية بئر مراد رايس التي قامت ''المساء'' بزيارتها والدردشة مع رئيس بلديتها السيد عبد الحميد حبيك حول أهداف هذه الحملة التحسيسية وما تعده البلدية من مشاريع هادفة لفائدة الشباب. حيث حدثنا عبد الحميد رئيس بلدية بئر مراد رايس عن هذه الحملة التحسيسية قائلا: ''تبين لنا بعد دراسة شاملة وكاملة للمحيط البيئي لبلديتنا أن هناك الكثير من النقائص التي تعاني منها البلدية، والمتمثلة أساسا في أنه مهما بذلت مصالح البلدية من مجهودات معتبرة في سبيل الحفاظ على جمالية المحيط ونظافته، يظل النقص واضحا والتلوث قائما، لأن المواطن وبكل بساطة لم يفهم بعد أنه يشكل أهم عنصر في العملية البيئية، وتحديدا نوجه أصابع الاتهام إلى ربات البيوت، لأن مشكل النفايات يبدأ من البيت، وانطلاقا من هذا وضعنا البيوت نصب أعيننا في حملتنا التحسيسية، فجعلنا عمال النظافة التابعين لمكتب النظافة يطرقون أبواب العائلات الجزائرية بابا بابا من أجل إعلامهم بالتوقيت الجديد الذي يتعلق برمي النفايات، والذي حددناه - يقول ذات المتحدث - من الساعة السابعة مساء إلى غاية الساعة السابعة والنصف صباحا، وهو الوقت المسموح به لإخراج النفايات، ووضعها في المكان المناسب لها''. ويكمن الهدف من وراء هذه الحملة التحسيسية في التقليل من القمامات وحتى لا تظل الحاويات ملأى بالنفايات طول النهار، وبالتالي نصل إلى تحقيق الهدف الأسمى وهو الظفر بمدينة نظيفة لا يشوبها منظر النفايات الملقاة في مختلف الشوارع. إلى جانب هذا يقول رئيس بلدية بئر مراد رايس إن البلدية استعانت من أجل ترسيخ العمل التحسيسي بتوزيع مطويات، ونشر وتعليق إعلانات في مختلف الأماكن العمومية من أجل التكريس الفعلي لهذا الإجراء، وبحكم احتكاكنا بالمواطنين - يقول رئيس البلدية عبد الحميد - طرح علينا مشكل النفايات الصلبة التي اشتكى بعض المواطنين منها بسبب عجزهم عن إيجاد مكان لرميها، ومن أجل هذا تدخلت البلدية وقررت بالتنسيق مع الإدارة المحلية وضع آلية لرفع النفايات الصلبة، وهو عمل إضافي تطوعي تقوم به البلدية من أجل تكريس ثقافة بيئية وإعطاء جمالية للمحيط''. وعلى العموم فإن هذه الحملة التي يقوم بها مكتب النظافة والتطهير التابع للبلدية بالتعاون مع مكاتب النظافة والتطهير على مستوى الدوائر المجاورة ستتواصل بدون توقف حتى يدرك الناس أهمية التقيد بمواعيد الرمي، وأهمية الحفاظ على جمال المحيط والتخلص من ظاهرة الرمي العشوائي للنفايات في كل مكان''، يضيف ذات المصدر. وعن سؤالنا حول ما إذا كانت هناك إجراءات ردعية أو عقوبات في حال الاستمرار في الرمي العشوائي وعدم الالتزام بالتعليمة، رد نفس المصدر قائلا ''إن هذا الإجراء حتى يأخذ مفعوله ويتعود الناس عليه لابد له من وقت زمني ليألف الناس هذا السلوك الحضاري، أما إذا حدث العكس نفرض عقوبات على المواطنين لإجبارهم على التقيد به، وعلى العموم نحن من خلال عملنا التحسيسي نسعى إلى التقليل، لأن التخلص من ظاهرة الرمي العشوائي بصورة نهائية مستحيل، ونحن نعمل على تكريس فكرة الالتزام بمواعيد الرمي ونشر الثقافة البيئية لدى المواطنين شيئا فشيئا .
... وللشباب نصيبهم من نشاطات البلدية علمت ''المساء'' أن بلدية بئر مراد رايس بصدد التحضير لبرنامج ثقافي رياضي علمي تربوي وسياحي يصب في فائدة الشباب حتى يستثمروا وقت فراغهم، فاغتنمنا فرصة تواجدنا مع السيد عبد الحميد حبيك رئيس بلدية بئر مراد رايس من أجل الاستفسار أكثر عن المشروع، وحول فحواه حدثنا قائلا ''مثلما تهتم البلدية بالمحيط ونظافته وتسطر لذلك برامج تحسيسية لتكريس الثقافة البيئية، نولي كبلدية أيضا اهتماما كبيرا بفئة الشباب الذين يمثلون القلب النابض لأي مجتمع. ومن أجل هذا قمنا في مبادرة هي الأولى من نوعها وبالتنسيق مع مختلف الجمعيات الناشطة بوضع برنامج ثري حددت خطوطه العريضة وهو بصدد الطباعة الآن من أجل الشروع في تنفيذه مع نهاية شهر فيفري ويستمر إلى غاية شهر رمضان المقبل، ويتضمن تسطير العديد من البرامج التي تهم الشباب والمتمدرسين، حيث تعمل الجمعيات على تنفيذه كل حسب نشاطها، كالجمعيات ذات الطابع الرياضي، أو الثقافي ويكمن الهدف الأساسي من هذا البرنامج حسب ذات المصدر، في فتح الأبواب أمام الشباب لاستثمار وقت فراغهم في أماكن تربوية تسهم في تثقيفهم وتساعدهم على اكتساب مهارات أو ممارسة هواياتهم من خلال ما تعرضه مختلف الجمعيات من نشاطات عوض التسكع في الشوارع أو مخالطة رفقاء السوء. وحول عدد الفاعلين في هذا المشروع التربوي الثقافي العلمي الرياضي والسياحي، يقول عبد الحميد ''إن الفكرة لقيت ترحيبا كبيرا من طرف كل الجمعيات المتواجدة بمقر البلدية، حيث تقدمت إلينا سبع جمعيات رياضية، و24 جمعية أولياء التلاميذ، وجمعيتان ثقافيتان وخمس جمعيات أحياء، وأشركنا حتى أئمة المساجد، لأن لديهم دورا تربويا كبيرا، كما أن الأبواب مفتوحة لكل الجمعيات الراغبة في المشاركة من أجل تفعيل وإنجاح البرنامج، وتسعى البلدية في الآفاق المستقبلية إلى إشراك المواطن في جميع مشاريعها التنموية''. للإشارة يقول رئيس البلدية ''إن هذا البرنامج جاء من جهة أخرى لمعالجة مشاكل الشباب بجعلهم يتقربون من الجمعيات ويطرحون انشغالاتهم ومشاكلهم بغية إيجاد حل لها عوض اللجوء إلى أعمال العنف والتخريب.