يفكر الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي في إطلاق منتوج تأميني جديد لصالح الفلاحين وسكان الريف بشكل عام يسمح لهم بتأمين ممتلكاتهم وأفراد عائلتهم في نفس الوقت، حيث يتم حاليا دراسة الأرضية والاطّلاع على تجارب باقي المؤسسات التأمينية في هذا الجانب، وهو ما يتماشى والاستراتيجية الجديدة لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية التي سطّرت خلال الخماسي المقبل مجموعة من المشاريع التي تستدعي توفير منتوج تأميني عن الكوارث الطبيعية والجفاف، وهو ما يسمح مستقبلا بتوسيع ثقافة الحماية والوقاية وسط الفلاحين وحتى يتم قبول المنتوج الجديد تقرر أن يتسم بمواصفات فكرة ''التويزة'' المنتشرة وسط القرى والمداشر. الفلاحون الصغار في حاجة ماسة لمنتجات تأمينية تتماشى وتطلعاتهم وظروفهم المهنية وحتى مواقعهم الجغرافية، لذلك تكرس التعاضدية الفلاحية الممثلة في الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي مبدأ السياسة الجوارية من خلال التنويع في مجمل المنتجات التأمينة المقترحة على الفلاحين والموالين بشكل عام. ويؤكد السيد عبد اللطيف دلمي رئيس مجلس إدارة الصندوق أن مجال التأمين يتطور من سنة إلى أخرى واليوم بعد تحرير سوق التأمينات من الاحتكار يجب التفكير في تجسيد إبداعات الشباب على ارض الواقع من خلال إطلاق منتجات تستجيب مبنية على دراسة للأرضية قبل صياغة منتجات تستجيب لانشغالات زبائن الصندوق. وخلال إشرافه على افتتاح الورشة العلمية التي نظمها الصندوق أمس لمناقشة منتوج ''التأمين المصغر'' قبل صياغته النهائية على أرض الواقع اقترح الأمين العالم لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية السيد سيد احمد فروخي وجوب مسايرة مختلف المشاريع الفلاحية المطروحة، خاصة فيما يخص المشاريع الجوارية في الأرياف والتجمعات القريبة من الغابات وفي الجبال، مشيرا إلى تسجيل أكثر من 12 ألف مشروع فلاحي يستدعي مسايرته من ناحية التأمين لضمان نجاحه من الناحية الاقتصادية. وبعد أن تم حل إشكالية العقار الفلاحي والدعم المالي، يقول الأمين العام حان الوقت للتفكير في كيفية إدماج ثقافة التأمين في الوسط الريفي، مقترحا وجوب تجديد الآليات التأمينية حسب خصوصيات كل منطقة، حيث تأمل الوزارة أن يعطي الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي نفسا جديدا لمنتجات التأمينات المقترحة على النشطاء في القطاع سواء الفلاحين منهم أو المحولين. كما أشار السيد فروخي إلى الاهتمام الذي توليه الوزارة الوصية لنشاط الصندوق الذي يشارك دوما في إعداد كل البرامج القطاعية حتى يؤقلم منتجاته مع الأوضاع الجديدة، مستدلا في ذلك بالخدمات التأمينة التي تم صياغتها خصيصا لعدد من الشعب منها الحبوب والبطاطا والطماطم بما يخدم تطوير الفرع وحماية المنتجين من الخسائر في حالة تسجيل الكوارث الطبيعية أو انتشار الأمراض المعدية، وعليه تأمل الوزارة من خلال اقتراح ''التأمين المصغر'' أن يستجيب لمتطلبات الأسر الريفية سواء فيما تعلق بالتأمين الشخصي أو على النشاطات الاقتصادية. من جهة أخرى أعلن الأمين العالم للوزارة عن إطلاق مجموعة من المشاريع الجديدة مع الشركة الوطنية للهندسة الريفية خلال الأيام القادمة. وهو ما يعتبر فرصة للصندوق لمسايرة الفلاحين في مشاريعهم الاستثمارية، وعليه سيتوجب حسب المتحدث الإسراع في اقتراح وصياغة مجموعة من المنتجات التأمينة التي تتماشي والطلبات والأهداف المنتظرة، كون كل القروض المقترحة على الفلاحين ''الرفيق'' و''التحدي'' و''الاتحادي'' الذي سيخص المتعاملين الاقتصاديين في المجال الصناعات الغذائية والتحويلية مرتبطة بشكل وثيق مع التأمين، حيث يجب إقناع كل الشركاء المهنيين في القطاع بأن مثل هذه الخدمات وجدت لخدمة مصالحهم. من جهته أكد السيد بن حبيلس مختص في مجال التامين بالصندوق الوطني للتعاون الفلاحي أن الهدف من صياغة منتوج تأميني مصغر لصالح الأسر الريفية هو الاستجابة لانشغالاتهم خاصة تلك المتعلقة بالتأمين على الأشخاص، حيث بعد دراسة للأرضية دامت سنة كالمة من طرف التقنيين وجدنا في صيغة ''التويزة'' المنتشرة وسط القرى والمداشر، الفكرة في صياغة منتوج جديد يكون بنفس المواصفات أي جمع المال من كل الفلاحين في صندوق واحد يساهم مستقبلا في مد يد المساعدة للمحتاج أو المتضرر من كارثة طبيعية أو مرض يهدد محصوله، كما ينوي القائمون على الصندوق إنشاء نظام تأميني مختص بالقطاع الفلاحي يسمح بالجمع بين خدمة التأمين على النشاط والأشخاص في نفس الوقت، وهو المطلب الرئيسي لجموع الفلاحين اليوم، علما أن الصندوق لا يغطي اليوم خدمة التأمين على الأشخاص، وبخصوص دخول المنتوج السوق أشار المتحدث إلى أن نهاية السداسي الثاني لهذه السنة هو الموعد المحدد بعد استكمال كل الإجراءات القانونية. وقد نشط اليوم الإعلامي الذي حضره ممثلو الصندوق عبر التراب الوطني كل من مدير عام للغابات الذي قدم عرضا مفصلا عن البرامج الاستثمارية الجوارية بالقرى والبعيدة والقريبة من الغابات، من جهته استعرض المدير العام لمؤسسة التأمينات ''سلامة'' منتوج ''الكفالة'' كتجربة للتعامل مع الوسط الريفي.