تعتبر الهندسة الكيميائية فرعا من العلوم الهندسية الذي يختص بتصميم وتطوير العمليات الصناعية الكيميائية أو التحويلية، السيد خالد بوعينة مهندس كيميائي مختص في تركيب العطور بمخابر شركة ''ميس فلاور'' التي أثرت السوق الجزائرية بمنتوجاتها المميزة، حول هذا الاختصاص الذي ينبثق من الجمال الخالص والمتمثل في زيوت الورد والياسمين ليخلف بدوره رونقا وجاذبية وسحرا لا متناهيا، تحدث إلينا السيد خالد. يقول السيد خالد مهندس كيميائي مسؤول عن قسم الإنتاج بشركة (ميس فلاور)''أشكر الله الكريم على نعمة الاختصاص الذي وهبني، ففرحتي تزداد مع كل نظرة إعجاب توجهها سيدة لزجاجة عطر ساهمت في تركيبها، خاصة أننا نحرص على تقديم منتوجات بمقاييس عالمية يمكن للمرأة الجزائرية أن تحصل عليها لقاء سعر مقبول، وقد وضعنا 40 عطرا نسائيا في متناول يديها. وحول المادة الأولية المستعملة يقول محدثنا ''يعتبر زيت الورد والياسمين من المواد الأساسية التي نستعملها في عطورنا، علما أننا نستورد هذه المواد من باريس، خاصة أنها معروفة منذ القدم بجودتها، علاوة على الكحول والماء المقطر''. وعن عملية استخلاص العطور يقول ''تعد هذه العمليات شديدة التعقيد، لأن الزيوت العطرة توجد في أجزاء مختلفة من النبات في بتلات القرنفل، والهياسنث، الورد، الزنبق، وفي أزهار وأوراق اللافندر، البنفسج، وفي خشب الأرز (السدر)، وفي جذور الأيرس، وفي ثمار أشجار الموالح، إلا أننا نحصل على الزيت العطري جاهزا من باريس. وحول التقنيات المستعملة في تحضير زجاجة عطر متناغمة يقول بوعوينة ''بعدما تتم عملية التركيب التي تعتبر حجر الأساس في عملية صناعة العطر، وهنا يتجلى ما يطلق عليه اسم سر المهنة في التركيب، يأتي بعده دور عملية التحضير للتبريد، وهي آلية الاندماج التي تتم خلالها عملية الاندماج بين زيت العطر والكحول والماء المقطر، ونحاول خلال هذه المرحلة أن تكون عملية التبريد طويلة حتى يتبخر الكحول كليا وهنا يكون العطر أكثر تركيزا وذا رونق وجاذبية، فإذا كان من زيت الورد يفوح عطر الورد الخالص، وإذا كان ياسمينا يشتم عطر الياسمين، ولأن العطر يتعاطى مع حاسة الشم فإن عرضه في زجاجة ذات تصميم راق أحد أهم انشغالاتنا، لهذا نحرص على تقديم العطور ذات المقاييس العالمية وخاصة الأوروبية في تصميمات أنيقة، غالبا ما يخيل للزبائن أنها مستوردة من باريس''. وعن إمكانية صناعة عطور شرقية يقول محدثنا ''في الواقع لقد خضنا التجربة، وقدمنا مجموعة من العطور الخليجية، إلا أنها لم تنل إعجاب المستهلك الجزائري رغم جاذبيتها، فأغلب المستهلكين من الجنسين يفضلون العطور الباريسية، وربما كانت السمعة وراء هذا، لذا نحن نسعى لإرضاء المستهلك الجزائري خاصة العنصر النسوي الذي يضع فينا ثقة كبيرة، فقد أكدت لنا الكثيرات أنهن أصبحن يستعملن هذا العطر الجزائري بأسعار تتراوح بين 800 و1800 دج بدل العطور الباريسية التي كانت تأخذ ربع الراتب أو نصفه أحيانا''. وأشار السيد خالد بوعوينة إلى أن مشكل التقليد هو من أكبر المشاكل التي يتعرض لها هذا المنتوج الجزائري الذي يعتبر مكملا للأناقة والجمال يقول ''للآسف أكثر ما يرهقنا هو أننا نجد ماركات صينية مقلدة للعطور التي نصنعها، بحيث يتم إجراء تغيير طفيف على اسم المنتوج حتى يخيل للمستهلك أنه منتوجنا رغم أننا قمنا بتسجيل كل منتوجاتنا في سجل الملكية الصناعية، وهذا الأمر الذي يقلقنا، فالجودة وخدمة المرأة الجزائرية أهم تطلعاتنا''.