قرابة 400 مصارع ومصارعة، شاركوا في البطولة الوطنية أشبال وأواسط حسب الفرق (ذكورا وإناثا) التي انتظمت على مدى يومين بقاعة قصر الرياضات حمو بوتليليس، وقد مثل هذا الكم من المصارعين والمصارعات 24 فريقا من خمس مناطق جهوية، مع تسجيل غياب منطقة غرداية بسبب عدم قدرتها على تشكيل فرق تمثلها في هذه البطولة. وهذا النقص والنقطة الهامة كانت تفطنت إليه الاتحادية الجزائرية للجيدو واستبقت باتخاذ قرار يتيح لكل فريق أو جمعية رياضية إعارة مصارعين لتدعيمها في المنافسات الخاصة بالفرق وفي فئتي الأشبال والأواسط فقط، وهو ما حصل في هذه البطولة الوطنية، وانعكس إيجابا على المستوى الفني، الذي نال قبول غالبية التقنيين والمدربين، وحيوا بالمناسبة قرار الاتحادية المعنية، ومشددين على الاستمرار في اتخاذ مثل هذه المبادرات والقرارات التي تخدم مصلحة الجيدو الجزائري بصفة عامة وفي المقام الأول. وقد كان مدرب اتحاد العاصمة بوطاطة الصديق الوحيد الذي سار عكس التيار عندما عبر ل''المساء'' عن رفضه لهذا القرار الخاطئ بحسبه ''الذي سيعود بالضرر على الفرق والجيدو الجزائري في المستقبل، لأنه سيبث روح الإتكالية لدى الأندية والجمعيات الرياضية وبالتالي تهمل التكوين الذي هو أساس قوة الجيدو، ونحن في اتحاد العاصمة رفضنا تطبيق ذلك جملة وتفصيلا، رغم قدرتنا على تدعيم فريقنا، لكن فضلنا الاستناد على قدرات رياضيينا التي جلبت لنا لقبا وطنيا لدى الوسطيات''. مساعد المدير التقني الوطني عمالو عبد الكريم نبيل، قال إنه كان الأول من هلل لقرار الاتحادية، وزاد تشبثا وسرورا به لما لمح قدرات جيدة على مستوى فئة الأشبال، التي تابعها باهتمام كبير حتى يتسنى له انتقاء بعض المصارعين الجدد الجيدين لتعويض زملائهم، الذين ارتقوا إلى فئة الأواسط أو الذين هم على أبواب الإلتحاق بها كحال مصارع شباب الحراش حمرون سيد علي (وزن أقل من 66 كلغ)، الذي استدعي للتربص القادم لمنتخب الأواسط، كما لفت مصارعا نادي المرادية مساعد محمد، وشميني رشيد من المجمع النفطي الانتباه ويرجح جدا أن يكون شأنهما كشأن الحراشي حمرون. السيد أوكيل يوسف مدرب المنتخب الوطني للأشبال، استحسن بدوره المستوى الفني لهذه البطولة، لكنه تحفظ وأجل الحكم وبدقة على مؤهلات المصارعين المشاركين إلى بطولة الفردي لأنها هي الكاشف الحقيقي عنها بحسبه. السيد بن جمعة علي رئيس الإتحادية الجزائرية للجيدو المنظم بدوره إلى قائمة السعداء والمتفائلين بمستوى الجيدو الجزائري، قال ل''المساء'' أن ماوقف عنده من حماسة وندية لدى المصارعين المشاركين زاده قناعة بذلك القرار المتخذ'' الذي ينم عن صواب في رؤية واستراتيجية الإتحادية، التي ترمي إلى تحسين المستوى الفني لهذه اللعبة، وجلب ممارسة أكثر خاصة مع توالي إفتتاح المجمعات الجهوية (دوجو)، كما حصل مؤخرا مع الخاص بوهران، ولا يسعني هنا إلا شكر وزارة الشباب والرياضة على إنخراطها التام في هذه الاستراتيجية لمصلحة الجيدو الجزائري''. بالنسبة للنتائج الفنية، فقد جاءت مطابقة للتوقعات وكرست تألق المدارس المعروفة، التي بقيت وفية لتقاليدها كشباب الحراش الفائز بلقب الأشبال لدى الذكور والحائز على الرتبة الثالثة مناصفة مع نادي الباهية وهران عند الأواسط ذكور، ونادي المرادية المتوج بلقب الأواسط ذكور على حساب المجمع النفطي بأربع إنتصارات لإثنين، واتحاد العاصمة الحائز على لقب الوسطيات على حساب نادي العاشور بأربع انتصارات لإثنين في منافسة عرفت مشاركة ثلاثة أندية فقط، وهي النقطة السوداء في هذه البطولة الوطنية والتي تفصح عن قلة ممارسة على مستوى الرابطات الولائية، وهو ما تنبه له المسؤول الأول عن الإتحادية المعنية، ووعد بالعمل على معالجة هذا النقص مستقبلا . أما اللقب الأخير في هذا الموعد الرياضي فتحصلت عليه شبلات نادي البهجة على حساب مدرسة مختصة في تكوين المصارعات المتميزات نادي بابا حسن، كما هو حال نادي باهية وهران الذي حافظ دائما على صعوده فوق المنصة لدى الأواسط (ذكورا وإناثا)، وهو نفس حال نادي شبيبة تيزي وزو، مع تسجيل عودة نادي جمعية أولمبي قسنطينة إلى المستوى العالي والتتويجات بغد غياب طويل عنها.