حدد وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول نهاية شهر جوان المقبل كآخر اجل لتسليم المحور الرئيسي من مشروع الطريق الاجتنابي الثاني للعاصمة الممتد بين زرالدة وبودواو على مسافة 62 كلم، متوعدا المؤسسات المكلفة بإنجاز هذا المشروع بعقوبات صارمة ''قد تصل إلى حد فسخ العقد معها'' في حال لم تحترم هذه الآجال. وحث الوزير خلال زيارته أمس للاشطر المتبقية من هذا المشروع الاستراتيجي، مسؤولي الوكالة الوطنية للطرق السريعة المشرفة على متابعة سير الأشغال في الميدان، على ضرورة التحلي بالصرامة مع المؤسسات المكلفة بالانجاز، مشددا على ضرورة استكمال الشطر الممتد من بئر توتة إلى مفتاح على مسافة 19 كلم في غضون نهاية شهر أفريل المقبل، وذلك طبقا للالتزام المعبر عنه من قبل المؤسسات نفسها خلال الاجتماع التنسيقي الذي عقد مؤخرا بمقر وزارة الأشغال العمومية لضبط الجدول الزمني الخاص باستكمال ما تبقى من أشغال المشروع. أما بخصوص الشطر الثاني المتبقي من المشروع، والممتد من منطقة أولاد موسى إلى برحمون بولاية بومرداس على مسافة 9,5 كلم، فقد تم الإتفاق على تسليم محوره الرئيسي في نهاية شهر جوان المقبل، لتستكمل فيما بعد عمليات تهيئة المحاور الطرقية الثانوية والمنشآت الملحقة بالطريق، ودعا الوزير في هذا الصدد إلى استباق آجال إنهاء الأشغال الخاصة بتهيئة جسر برحمون ببودواو الذي سيربط الطريق الوطني رقم 5 بالطريق الاجتنابي الثاني للعاصمة من خلال تهيئة مداخل مؤقتة تمكن السلطات العمومية، في نهاية جوان القادم من فتح كل المحور الرئيسي للطريق الاجتنابي للعاصمة أمام حركة المرور، لا سيما في ظل الحاجة الماسة لهذا المرفق الاستراتيجي الذي سيخفف الضغط والاختناق على العديد من المحاور الطرقية على مستوى الولايات الثلاث التي يعبرها وهي الجزائر العاصمة، البليدة وبومرداس. وتوعد السيد غول المؤسسات المكلفة بإنجاز المشروع بعقوبات صارمة، تبدأ باقتطاع تعويض على كل يوم تأخر بعد الأجلين اللذين تم تحديدهما لتسليم الشطرين المذكورين، وتصل إلى حد فسخ العقد معها، وتكليف مؤسسات أخرى باستكمال الأشغال المتبقية، فيما دعا في سياق متصل إلى منح المشاريع الثانوية الملحقة بالطريق الإجتنابي الثاني للعاصمة، على غرار تهيئة محاور طرق الربط بمنطقة مفتاح بولاية البليدة، بشكل مباشر لمؤسسات وطنية عمومية، لتمكينها من الإستفادة من فرص العمل من جهة، وتسريع وتيرة انجاز المشاريع التي تستفيد منها المناطق المعنية من جهة ثانية. كما سيتم بالتزامن مع تحضير تسليم شطري بئر توتة- مفتاح وأولاد موسى - برحمون، إنهاء ما تبقى من محور الربط بين الجهتين الشرقية والغربية للمشروع، والممتد على مسافة 5 كلم بين منطقتي الشعاوة وبئر توتة، علاوة على استكمال عمليات تهيئة المرافق الحضرية المحيطة بنفق الشعاوة بخرايسية، ومنها ملعب رياضي ومساحات للعب وللإستراحة يستفيد منها سكان المنطقة. ولتسريع وتيرة ما تبقى من المنشآت الفنية التي يضمها المشروع، حث السيد غول المؤسسات المكلفة بالإنجاز بالاستعانة بالمؤسسة الجزائرية للجسور الأشغال الفنية (سابتا)، لتموين ورشاتها بالأعمدة والأسقف الحديدية الخاصة بإنجاز الجسور، واستغرب لجوء المؤسسات المكلفة بإنجاز المشروع إلى استيراد هذه المواد من الخارج، مع ما ترتب عن ذلك من تعطيل الأشغال وخاصة على مستوى منطقة أولاد عمر ببومرداس، في وقت تمتلك فيه المؤسسة الوطنية العمومية ''سابتا'' كل الإمكانيات لتموين كافة المشاريع على المستوى الوطني، داعيا بالمناسبة هذه الأخيرة إلى تكثيف جهودها ورفع مردود مصنعها الموجود بالرويبة بنسبة 100 بالمائة. ويجدر التذكير بأن مشروع الطريق الاجتنابي الثاني للعاصمة سيضمن الربط بالعديد من التجمعات العمرانية بولايات الجزائروالبليدة وبومرداس وكذا بمجموعة من المرافق الاجتماعية والاقتصادية والحضارية على غرار المنطقة الصناعية للرويبة ومطار الجزائر الدولي والقطب التكنولوجي لسيدي عبد الله وملعبي الدويرة وبراقي الجاري انجازهما.