تحتضن الجزائر وعلى مدار ثلاثة أيام، ملتقى دوليا حول موضوع ''الرأي العام: سبر الآراء كأداة للقياس وللإعلام''، يعتبر الأول من نوعه وتنظمه جامعة التكوين المتواصل ابتداء من يوم 11 أفريل الجاري بفندق الرياض بسيدي فرج بالعاصمة، وذلك استجابة لتطور ممارسة عمليات المسح والاستطلاع، أو ما يعرف بسبر الآراء حسب المنظمين، حيث بات من الضروري تحديد ما بلغته الجزائر في هذا المجال مقارنة بالبلدان المتطورة. ويرى القائمون على الملتقى الذي ينظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية وإشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن التغيرات التي حدثت على المستويين الاقتصادي والاجتماعي منذ أزيد من عشرين سنة، كانت السبب في خلق انشغالات واحتياجات جديدة ليس فقط على مستوى المؤسسات، ولكن على مستوى مؤسسات الدولة أيضا، بهدف تنظيم السوق وحتى على مستوى الأساتذة الباحثين. ويشارك في الملتقى خبراء من عدة دول من أمريكا الجنوبية، أوروبا، إفريقيا والمغرب العربي، من بينها فرنسا، كندا وسويسرا، متخصصون في مجالات الإحصاء والديموغرافيا والاقتصاد والعلوم الاجتماعية، إلى جانب باحثين جامعيين وخبراء، حيث من المنتظر أن يساهم في ضمان الحد الأقصى من الشروحات والتوضيحات حول مختلف مراحل إعداد استطلاع، سواء تعلق الأمر بالجانبين النظري أو المنهجي أو بالجانب التطبيقي. وينتظر أن تكون تجربة الخبراء الأجانب في هذه المناسبة مفيدة، نظرا لتطور ممارسة الاستطلاع انطلاقا من التطور المغاير الذي عرفته هذه الممارسة وتأثرها بعاملي الأحداث والتاريخ. ومن المقرر أن يخرج الملتقى بعدد من التوجيهات بغية تطبيقها على المدى القريب سواء ما يتعلق بالجانب العملي أو البحثي وذلك من أجل استطلاع أكثر شفافية ومهنية. ويرتكز الملتقى على أربعة محاور أساسية تنشط من خلال محاضرات ومناقشات وهي: الأسس النظرية لسبر الآراء، ومناهج وتقنيات الاستطلاع، وثقافة الإعلام في المجتمع الجزائري، إضافة إلى محور قانون ممارسة الاستطلاع. ومن بين الانشغالات المطروحة، ستتم الإشارة من طرف الخبراء و المختصين المشاركين إلى أهمية الاستطلاع في القرن الواحد والعشرين قرن الإعلام والاتصال، بالمقارنة مع القرن الماضي وإن كان الاستطلاع يخدم مختلف المؤسسات بطريقة مماثلة. ولأن قضية الإعلام في الجزائر باتت محل جدال ومناقشة منذ الأعوام العشر الماضية وغالبا ما يتعلق الإشكال بكيفية جمع المعلومات وفعالية نشرها، فإن الهدف الأساسي من هذا اللقاء العلمي، تحسيس كل الفاعلين المهتمين بعمليات الاستطلاع بضرورة تطوير ديناميكية في هذا المجال بفضل تبادل التجارب والتركيز على المناهج والتقنيات المستعملة.