استطاعت المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس بالرويبة، أن تكوّن منذ نشأتها في 1998 ما يعادل 1926 طالبا حاصلا على شهادة الطور الجامعي الأول، اختار معظمهم المسار العسكري، وستتوجه في نهاية هذه السنة الدراسية الدفعة بكل خريجيها نحو المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات ببرج البحري، بعدما تقرر سنة 2008 توقيف منح الاختيار للطالب بين المدرسة العسكرية والجامعات والمعاهد المدنية. تحتفل المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس بالرويبة بداية هذا الأسبوع بالذكرى المزدوجة ليوم العلم والذكرى الثالثة عشرة لتأسيسها، وفي جعبتها رصيد تكويني هام ومستقبل استراتيجي واعد تقوم القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي برسم معالمه، وذلك من خلال الهياكل والتجهيزات الضخمة وكذا الإطارات الكفأة التي تسهر على التعليم والتكوين، ضمن برامج مكثفة، لكنها مدروسة تكون من خلالها أمام الطالب المتربص فرصة العمل والاجتهاد كي يواصل مشواره الدراسي، في مدرسة الانضباط والصرامة شعارها. وأكد مسؤولون عسكريون مؤطرون بالمدرسة المذكورة لممثلي الصحافة ضمن زيارة تم تنظيمها نهاية الأسبوع للاطلاع على هياكل وبرامج المؤسسة أن الدخول إلى هذا الصرح التكويني صعب، والأصعب هو مواصلة الدراسة والهدف من وراء ذلك هو اختيار أحسن الطلبة وأكفئهم وأكثرهم تفوقا وانضباطا، لكن رغم هذه الصرامة في القبول والتأطير فإن الإقبال على إجراء مسابقة الدخول ترتفع بشكل محسوس مؤكدين من خلال العرض الذي تم تقديمه بلغة الأرقام أنه في العام الماضي تقدم 3700 مترشح أجروا مسابقة الدخول اختير منهم 400 طالب. وأكد مدير التعليم العقيد دواخة أن الأبواب المفتوحة والمطويات التي يتم توزيعها كل عام بكافة ثانويات القطر الوطني تفتح المجال أمام الطلبة الراغبين في اجتياز المسابقة السنوية التي تجري في شهر أوت، مشيرا إلى أن هذا العام تم إرسال مطويات ومنشورات تعرف بالمدرسة وفرص التكوين وذلك ل1656 ثانوية تخص طلبة النهائي للشعب العلمية. ولأن المدرسة اكتسبت سمعة طيبة وصارت بحق قطب امتياز وقاطرة لتكوين النخبة فإن القيادة العسكرية لاتزال تعمل لجعل هذه المؤسسة همزة وصل بين مدرسة أشبال الأمة التي أعيد بعثها من جديد والمدارس العسكرية للدراسات العليا، وسيتم توجيه أول دفعة تتخرج من مدرسة أشبال الأمة بوهران بعد 5 سنوات من الآن إلى المدرسة التحضيرية لدراسات مهندس هذه الأخيرة التي كان لها شرف احتضان مسابقة الأشبال. وعن سؤال ''المساء'' عما إذا كان هناك توسيع مستقبلا لطاقة الاستيعاب بالمدرسة وعدم الاكتفاء ب400 طالب سنويا ذكر مدير الدراسات المقدم مولاي أن العدد مدروس وفق الهياكل القاعدية الموجودة وضمن التوجه العسكري في الاعتماد على النوعية وليس على العدد، باعتبار أن هناك مدارس عسكرية عليا تساهم في التكوين أيضا، لكن هدف المدرسة مدروس وهو أنها تؤهل الطالب لدخول المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات بكل جدارة واستحقاق. في كلمته أمام ممثلي الصحافة الوطنية أكد مدير المدرسة التحضيرية لدراسات مهندس العميد عابد حلوز أن طريقة التسجيل والصرامة في التكوين، واختيار المؤطرين إضافة إلى تنويع الإمكانيات وتحديثها تشكل عوامل لتكوين النخبة، وأن الصحافة تلعب دورا هاما في التعريف بهذا الصرح العلمي الهام. للإشارة فقد طاف الصحفيون بمختلف الهياكل البيداغوجية والرياضية والترفيهية واستعموا إلى شروحات المؤطرين ورؤساء الدوائر التكوينية، حيث تبين من خلال الزيارة أن المدرسة تحوي تجهيزات ضخمة ونوعية تستجيب لمتطلبات التكوين العصري وتمكن الطالب المتربص من تفجير طاقاته العلمية وتطوير كل مهاراته ومواهبه المختلفة، فكل ما يحتاجه الطالب موجود داخل هذه المؤسسة التي لاتزال تتألق من سنة إلى أخرى وتحظى باهتمام كبير من طرف القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي.