نظرا لكونها قطبا علميا مشهودا لها بتخريج إطارات عسكرية ذات كفاءة علمية عالية، ولأنها قطعت أشواطا عديدة في مجال البحوث التطبيقية في مختلف المجالات التكنولوجية، فإن المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات صارت لأزيد من سنة همزة وصل ونقطة اتصال معتمدة لدى حلف الشمال الأطلسي (الناتو) وتتعاون مع منظمة البحث والتكنولوجيا المهتمة بجديد التطور في المجالات العلمية والعسكرية. وقد كشف أمس مسؤولون بالمدرسة العسكرية المتعددة التقنيات ببرج البحري عن التقدم الكبير الذي حققته هذه القلعة العلمية التي تهدف الى تكوين إطارات ذات مستوى عال لفائدة الوطن، وتحصي المدرسة كل سنة تخرج أزيد من مائتي مهندس في تخصصات الهندسة الميكانيكية، الكهربائية، الكيمياء، والإعلام الآلي، وهي القطاعات التي تشكل العصب الأساسي في منظومة التكنولوجيا وقد اطلع ممثلو وسائل الإعلام الوطنية على جانب من الهياكل البيداغوجية والتكوينية للطلبة الضباط بالمدرسة المذكورة، والتي لاتزال تحتفظ بصور الماضي العتيد، وذكريات التدرج والتألق في مجال التعليم والتكوين، حتى صارت خزانا حقيقيا مشهودا لها من طرف الهيئات العسكرية العالمية، ومنها منظمة البحث والتكنولوجيا التابعة لحلف شمال الأطلسي التي اختارت المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات لتكون نقطة اتصال علمي وعسكري تمثل الجزائر، وهي شهادة اعتراف دولية كون المدرسة تعد الوحيدة، التي تعتمد البحوث الدقيقة في مختلف التخصصات المذكورة. وقد طاف ممثلو الصحافة الوطنية بمختلف الوحدات البيداغوجية وبخاصة المخابر التطبيقية لتخصصات الميكانيك، الكهرباء، الكيمياء، والإعلام الآلي، حيث قدمت لهم شروحات حول سير العمل، ومجالات البحث والتطوير، والتي يسهر على تأطيرها إطارات جزائرية كفأة. وقد تزامنت زيارة الصحفيين مع احتفال المدرسة بالذكرى ال42 لتأسيسها الموافق ل30 ديسمبر، قطعت خلالها أشواطا معتبرة في حقل العلم والمعرفة والتكوين، فهي التي تدعم القطاع العسكري بمختلف قواته بإطارات علمية تمتلك ناحية التكنولوجيا، ولذلك صارت المدرسة تختص في استقبال الطلبة خريجي المدرسة التحضيرية لدراسات مهندس بالرويبة فقط، بعدما كان المجال مفتوحا للجامعيين، ويفسر ذلك أحد المؤطرين العسكريين بكون خريجي المدرسة التحضيرية صاروا يتجهون كلهم للحياة العسكرية رغم أنه بإمكانهم مواصلة التكوين في الجامعات والمدارس المدنية. والزائر للمدرسة العسكرية المتعددة التقنيات يقف على الهياكل الهامة وسهر القيادة العليا للبلاد على تسخير كل الوسائل المادية والبشرية لمواصلة توفير إطارات واعدة. ويجد الطالب الضابط في هذا الصرح العلمي والعسكري كل ضروريات التحصيل والحياة المريحة من مأكل ووسائل الترفيه والإبداع، وهو ما جعل المدرسة تحصد العشرات من الجوائز والميداليات في مختلف الرياضات العسكرية، آخرها كأس البطولة في كرة اليد وقبلها في الكاراتي والشطرنج، وتمتلك المدرسة هياكل رياضية ومنها مسبح، قاعة متعددة الرياضيات وملعب من الجيل الرابع وملاعب لكرة اليد والكرة الطائرة. ولم يخف الضباط المؤطرون أن مدرستهم تعد قبلة الباحثين والدكاترة في مختلف التخصصات العلمية، وقد صادفت زيارتنا وجود فوج عن مؤسسة "صيدال" التي تقوم برسكلة إطاراتها بمخابر المدرسة للاستفادة من الخبرة التي لا يجدونها في غيرها، فضلا عن استقدام إطارات جزائرية مقيمة في الخارج للتعاون مع المدرسة لتقديم محاضرات قيمة.