لا تزال المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس بالرويبة تصنع نخبة المستقبل، حيث تخرج بها أول أمس 253 طالبا،ً بعد مشوار دراسي دام ثلاث سنوات تلقى خلالها الطلبة برنامجاً بيداغوجياً مكثفاً، وتكويناً عسكرياً صارماً، تحصلوا على شهادة الطور الجامعي الأول، وشهادة التعليم العسكري، مما يمنحهم الاختيار في الالتحاق بالمدرسة العسكرية المتعددة القتنيات ببرج البحري، أو مواصلة الدراسة بالجامعات. وقد أشرف على مراسيم حفل التخرج قائد الناحية العسكرية الأولى اللواء حبيب شنتوف، بحضور عدد من عمداء أركان الجيش الوطني الشعبي، وكذا الأساتذة المؤطرين وأهالي المتخرجين الذين تم تهيئة منصات خاصة بهم. واعترف المدير العام للمدرسة التحضيرية لدراسات مهندس العميد عابد حلوز في كلمته أن المدرسة أصبحت من النماذج الناجحة في حقل التعليم في الجزائر، مبرزاً أن هذه الدفعة تعد الأولى بالنسبة للعشرية الثانية من عمر المدرسة، مشيراً إلى أن المدرسة تطمح إلى إحداث نقلات نوعية في المناهج والتسيير تماشيا مع روح الاحترافية المنتهجة من طرف الجيش الوطني الشعبي. وقد دأبت المدرسة التحضيرية على إقامة حفل التخرج في الفترة الليلية، عندما يخيم الظلام ويتفنن المختصون في إنارة المكان بمختلف الألوان التي ترسم لوحات فنية رائعة، وقد قام قائد الناحية العسكرية الأولى رفقة إطارات أخرى بتسليم الشهادات وتقليد الرتب ل 12 طالباً وطالبة الأوائل، تحت وقع الزغاريد والتصفيقات التي لم تنقطع طيلة الحفل، وبعد تسليم واستلام راية المدرسة بين الدفعة المتخرجة والدفعة الموالية تم تقديم حركات جماعية واستعراض عسكري، نشطه طلبة السنة الأولى. وقد تم إطلاق اسم الشهيد محمد إيدايكرة المدعو"عبد المجيد" على الدفعة المتخرجة، تيمناً بهذا البطل الذي ولد ببلدية تنس ولاية الشلف بتاريخ 9 ماي 1929 وسط أسرة متواضعة ومحافظة بحيث درس القرآن الكريم في زاوية سيدي بن عيسى ليلتحق بعد ذلك بالمدرسة الابتدائية، ثم ينتقل بعد مرحلة المتوسط إلى العاصمة ليواصل تعليمه بالمعهد الفرنسي الإسلامي "ثانوية عمارة رشيد حاليا"، حيث تخرج كأستاذ في اللغة العربية، لينخرط ضمن أفواج العمل السري والتنظيمي تحت لواء المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني كمسؤول سياسي إلى غاية سبتمبر 1956، ليتحول بعدها للعمل ضمن التنظيمات العسكرية لجيش التحرير كجندي بجبال بعاش بولاية الشلف قبل أن يعين عضوا بمجلس المنطقة. وبتاريخ 31 ديسمبر 1956 سقط البطل شهيداً بجبال بعاش بالولاية التاريخية الخامسة إثر اشتباك بين جيش التحرير الوطني وقوات الاحتلال الفرنسي. للتذكير فإن أغلبية الطلبة الخريجين يتوجهون نحو المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات التي تستوعب مختلف التخصصات، كالإلكترونيك، الميكانيك، الكيمياء... وغيرها، وحسب مصادر مطلعة، فإن عدداً قليلاً من الطلبة يتوجهون للحياة المدنية، مما يؤكد تكيفهم مع النظام العسكري خلال سنوات التكوين الثلاث، فضلاً عن الامتيازات التي توفرها المؤسسة العسكرية، سواء من خلال التكوين أو التوظيف.