يؤكد السيد عبد الحميد شبيرة سفير الجزائربالإمارات العربية المتحدة في هذا الحوار الذي أجرته معه "المساء" أن السنة الجارية 2008 ستعرف انطلاق عدة استثمارات ومشاريع بين الجزائروالإمارات بعد الإنتهاء من الترتيبات الإدارية الخاصة بها، مذكرا بالتحضير للتوقيع على 8 اتفاقيات تخص التعاون الاقتصادي، الثقافي والاجتماعي بين البلدين، وهو ما يفتح شهية المستثمر الإماراتي خاصة بعد نجاح سياسة المصالحة الوطنية وتوفر الاستقرار الأمني بالجزائر· - تحدث الرئيس الجزائري السيد عبد العزيز بوتفليقة مع نظيره الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لدى زيارته للجزائر في 2007 على ضرورة ترقية التعاون الاقتصادي بين البلدين ليصل الى مستوى العلاقات السياسية، كيف ترون إمكانية تحقيق ذلك؟ * بالفعل فقد أعرب رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وأخوه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن عزمهما الراسخ المضي قدما في مواصلة بناء التعاون بين الجزائروالإمارات، وتوفير الشروط اللازمة لترقية الاستثمار والشراكة والعمل المشترك، لا سيما خلال الزيار ة التي قام بها الرئيس الإماراتي الى الجزائر في جويلية 2007· وفي اعتقادي فإن هذا الهدف يتجسد تدريجيا من خلال الديناميكية التي تعرفها مسيرة العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة والتي تمثلت بصفة خاصة في إعادة بعث اللجنة المشتركة في 2006 بعد انقطاع دام 16 سنة· بحيث تعقد اجتماعاتها بشكل منتظم وستلتئم الدورة المقبلة في الجزائر خلال جوان 2008· وقد لعبت هذه الآلية الهامة دورا معتبرا في تأطير العلاقات الثنائية حيث تم التوقيع في الدورتين السابقتين على 13 اتفاقية ومن المنتظر أن يتم التوقيع على ثمانية نصوص في الدورة القادمة، وذلك في مختلف مجالات التعاون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية· كما شهدت السنوات القليلة الماضية نقلة نوعية هامة في مجال التعاون خاصة في الاستثمار والشراكة، وتم أيضا تسجيل لقاءات عديدة بين مسؤولي البلدين على مختلف المستويات لمتابعة تنفيذ توصيات وقرارات اللجنة المشتركة وتجسيدها في الواقع· وفي نظري فإن أمام البلدين آفاقا واسعة للعمل المشترك المثمر بالنظر الى توفر الإمكانيات والوسائل التي تسمح بتعزيز وتشابك المصالح بين مواطني الجزائروالإمارات العربية المتحدة والاستفادة من قدراتهما في تحقيق التكامل الاقتصادي· - الإمارات من الدول التي لم تتخل عن الجزائر في سنوات الأزمة، لكن هذا الموقف لا يعكس حقيقة الاستثمارات في الجزائر، فهل يعني هذا أن المستثمرين لا يزالون متخوفين من الوضع الأمني في الجزائر؟ * المشكل الأمني لم يعد قائما في الجزائر، وصورة الجزائر بعد النجاح الباهر الذي حققته سياسة المصالحة الوطنية أضحت صورة متميزة لدى المستثمر الإماراتي الذي استعاد ثقته بالوضع في الجزائر، مما أدى الى انتقال المئات من رجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين الى الجزائر بحثا عن فرص الاستثمار والتعرف على المناخ الاستثماري عن كثب وإجراء الاتصالات مع الأجهزة المعنية بالاستثمار في الجزائر· وخلال اتصالاتنا مع الفعاليات الاقتصادية في الإمارات، لاحظنا عدم وجود أي انشغال أمني لديهم، وبالعكس فقد أصبحت بلادنا جاذبة للاستثمار العربي والأجنبي وهنا في الإمارات سجلنا وجود اهتمام بالغ بما توفره الجزائر حاليا من فرص استثمارية معتبرة وعدم وجود أي نوع من المخاطر· - ماعدا مجموعة "إعمار" الإماراتية، فإن الاستثمارات الإماراتية تبقى محصورة في الجانب الخدماتي والتجاري فقط، لماذا لم تتوسع هذه الاستثمارات إلى الاقتصاد المنتج؟ * الاستثمارات الإماراتية في الجزائر هامة واسعة ومتنوعة، فقد أثمرت الاتصالات والزيارات التي أشرت إليها في حديثي سابقا الاتفاق بإقامة مشاريع استثمارية كبيرة في الجزائر وهي متنوعة، إذ تشمل مجالات العقارات، السياحة، الصناعة، الخدمات، البنوك والفلاحة، وإن العديد من المجموعات الاماراتية فتحت مكاتب لها في الجزائر مهمتها متابعة استثماراتها مع السلطات المعنية بالاستثمار· وبالرغم من عدم توفري على رقم دقيق لحجم هذه الاستثمارات، إلا أنني أؤكد لكم بأنها هامة ومن المنتظر أن تشهد في السنة الحالية 2008 انطلاق انجاز العديد من المشاريع بعد استكمال الترتيبات الإدارية والدراسات الفنية اللازمة· - هناك حديث عن دخول شركتي النقل الجوي الإماراتية "الإتحاد" و"طيران الإمارات" للسوق الجزائرية، الى أين وصل هذا المشروع؟ *كما هو معروف فإن شركات الطيران تسير رحلات متى ما توفرت لديها جدوى اقتصادية إيجابية من خلال دراسات تجريها لهذا الغرض، وبالنظر إلى حجم التبادل وتنقل الأشخاص بين البلدين الذي يتطور ويتوسع فإنه من المنتظر أن تتوجه هاتان الشركتان أو إحداهما الى استغلال رحلات تجارية مع الجزائر لمواكبة التطور الحاصل في العلاقات الثنائية وحجم الأعمال الذي يتوسع بشكل مضطرد·