أكّد الفنان القدير محمد حلمي أنّ الراحل سليمان عازم لم يكن خائنا كما يشاع، وأشاد بموقف هذا الفنان وبمشواره الفني والنضالي والذي يظهر في أغنيتين احداهما أصدرها سنة1956 تحت عنوان ''أفغ أيا جراد ثمورثيو'' وأخرى ''إباناد واقور'' اللتين تم بثهما على أمواج إذاعة باريس. دافع حلمي مؤخرا في مداخلته بقاعة المسرح الصغير التابعة لدار الثقافة ''مولود معمري'' عن المطرب سليمان عازم الذي أفنى حياته في خدمة قضية وطنه ويظهر ذلك في موقفه من الاستعمار مفنّدا بذلك كلّ التأويلات المتداولة والكاذبة التي تفيد عكس ذلك، حيث برز موقف الفنان من الوجود الاستعماري بإشارته إلى هاتين الأغنيتين اللتين تمّ بسبب بثهما بإذاعة باريس خلال التواجد الفرنسي بالجزائر وضعه تحت المراقبة الجبرية لشرطة باريس مع إقالة مسؤولي الإذاعة الذين تعمّدوا بث الأغنيتين. كما تحدّث محمد حلمي الذي عرف الفنان وعايشه لفترة طويلة، عن شخصيته وجوانب من حياته، حيث كان يغني بالمقاهي ويخفّف من معاناة الجزائريين بالمهجر، كما توقّف عند الخطوات الأولى لتسجيل ''دا سليمان'' لأغانيه والتي كانت بدايته بتعرفه على محمد الكمال بمقهى بفرنسا، ثمّ عودة المطرب إلى الجزائر في 1951 بطلب من مسؤولي الإذاعة القبائلية، وكانت تلك فرصة كبيرة في حياة الفنان، حيث توسّعت شهرته وكسب جمهورا كبيرا. وذكر المحاضر أنّ إبعاد الراحل عن وطنه ومعاناة الوحدة كانت مصدر إلهامه وأدائه الفريد لأغاني المهجر، وتأسّف للموقف المتّخذ إزاء هذا الفنان من طرف مجموعة أشخاص أعطت نظرة مغايرة وخاطئة لحياة دا سليمان والتي لازمته لغاية مماته، وبسبب هذا الموقف حرم من زيارة بلاده التي كان يشتاق إليها. من جهته، أبرز الباحث عبد النور عبد السلام في محاضرته حول ''الرسالة العصرية في أغاني سليمان عازم'' ، أنّ أغاني الفنان سليمان عازم أثرت معجم الأغنية الامازيغية، وساهمت في الحفاظ على جزء من تاريخ المنطقة، حيث كان الفنان يترجم معاناة الجزائريين في المهجر ومأساة البعد عن الوطن.