تدهورت الأوضاع الأمنية في محافظات جنوب العراق بشكل مفاجئ وأصبحت تنذر بانزلاق عسكري واسع دفع بحكومة الوزير الأول نوري المالكي إلى إعلان حظر التجول في السماوه وواسط والناصرية والبصرة·ولجأت الحكومة العراقية إلى اتخاذ هذا الإجراء الاحترازي بعد معارك ضارية بين مقاتلي جيش المهدي الذي يقوده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوات النظامية العراقية· وتوسعت رقعة المواجهات بين الجانبين إلى هذه المحافظات بعد أن كانت محصورة في محافظة البصرة التي شهدت أول الاشتباكات ليلة الإثنين إلى الثلاثاء لجأت على إثرها حكومة المالكي إلى فرض حظر التجول فيها· ولم يمنع الإجراء من انسداد المواجهات أمس، والتي خلفت مصرع سبعة عراقيين من الجانبين· وذكرت مصادر أمنية واستشفائية بالمدينة إصابة ما لا يقل عن 50 شخصا آخر في هذه المواجهات، وأضافت المصادر أن جنديين عراقيين قتلا في الاشتباكات بالإضافة الى طفل· وانزلق الوضع في هذه المدينة البترولية الاستراتيجية الواقعة على بعد 550 كلم جنوب بغداد بعد أن شرعت القوات العراقية في عملية تمشيط أمني واسعة النطاق لفرض القانون ومطاردة المجرمين، وهي العملية التي اعتبرها أنصار جيش المهدي بأنها تستهدفهم قبل غيرهم· وأكدت مصادرأمنية عراقية أن العملية تهدف بالأساس إلى حجز كل الأسلحة الثقيلة والخفيفة ومطاردة كل مسلح يرفض تسليم سلاحه·وتفجر الوضع بالمدينة مباشرة بعد زيارة قام بها الوزير الأول نوري المالكي إلى المدينة وفرض حظر التجول فيها بمجرد مغادرته لها· وكانت تقارير أمنية وصحفية أشارت خلال الأيام الأخيرة إلى عودة مظاهر التسلح في المدينة وسيادة الفوضى بعد أن سيطرت ميلشيات مسلحة على أحيائها وفرضت منطقها على الجميع في نفس الوقت الذي غابت فيه سلطة الدولة العراقية· وهي الوضعية التي دفعت بقيادة القوات الأمريكية إلى التعبير عن رغبتها في عودة نظيرتها البريطانية التي إنسحبت من أحيائها وتركت شبه فراغ لفرض سيادتها على مناطق تواجدها· وكانت تقارير أمنية أكدت ظهور شبكات مافياوية اختصت في تهريب البترول عبر الموانئ الخليجية مقابل أموال طائلة تخصصها لشراء الأسلحة وهو ما أدى إلى إندلاع مواجهات مسلحة بين عناصرها في "معركة بسط النفوذ"·وبالموازاة مع هذه الإضطرابات دخل أنصار جيش المهدي أمس، في إضراب مفتوح احتجاجا على حملة الاعتقالات التي طالت بعض قياديي التيار في الأيام الأخيرة· ودعا جيش المهدي أمس، إلى شن عصيان مدني في أحياء تواجد عناصره بالعاصمة بغداد للتعبير عن رفض المطاردة التي يتعرض لها عناصره·