بدأت المواجهات المسلحة في مدينة الصدر ومدن جنوب العراق ذات الأغلبية الشيعية تتجه تدريجيا إلى معارك مباشرة بين عناصر جيش المهدي ووحدات المارينز في ظل تبادل التهم وتجدد الإشتباكات بعد هدوء حذر لم يعمرطويلا لأيام· ودخل جيش المهدي والقوات الأمريكية في حرب كلامية وتحذيرات وتحذيرات مضادة تؤشر لانقلاب عسكري قادم تكون وحدات المارينز هذه المرة طرفا مباشرا فيه بدلا عن القوات النظامية العراقية التي أقحمت في معارك البصرة الأخيرة ولكنها فشلت في تجنيد عناصر جيش المهدي· وفي ظل هذا السجال الكلامي الذي حمل في طياته بذور معارك قادمة، هدد مسؤولون عسكريون في العراق برد عسكري قاس في حال أقدم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر على تنفيذ تهديداته بالقيام بتمرد عسكري في العراق· وقال الجنرال ريك لانش قائد القوات الأمريكية في محافظات بايل وواسط وكربلاء والنجف ذات الأغلبية الشيعية في وسط العراق أنه في حالة قام الصدر وجيش المهدي بالتسبب في أعمال عنف، فإنه لدينا كل القدرة لنقل المعركة إلى معسكر العدو· وجاءت التحذيرات الأمريكية ردا على تهديد أصدره الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بشن حرب مفتوحة في حال استمرت العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأمريكية والعراقية ضد عناصر جيش المهدي، في مدينة الصدر وبغداد والبصرة· وقال الصدر بلغة فيها الكثير من التحدي لحكومة نوري المالكي أنني أوجه إنذارا أخيرا للحكومة العراقية لأن تختار طريق السلم وأن توقف عنفها الممارس ضد شعبها، وإلا فإنها حكومة هدم"، وأضاف أنه في حال عدم وقف عمل المليشيات المخترقة لصفوف الحكومة فإننا سنعلنها حربا مفتوحة إلى غاية تحقيق الإستقلال··· وكان أئمة مساجد مدينة الصدر المعقل الرئيس لأنصار الزعيم الشيعي في ضواحي العاصمة بغداد والمحسوبة على التيار الصدري حثت العراقيين على مطاردة القوات الأمريكية، وملاحقة جنودها إلى غاية إنهاء احتلالها للأراضي العراقية·وتعالت مآذن عشرات المساجد في المدينة فجر أمس منادية السكان بنداء واحد "قاتلوا المحتل واطردوه من أرضكم"· وجاءت هذه التطورات في ظل إقدام طائرات أمريكية بقصف عدة أحياء في هذه المدينة الفقيرة وخلفت سقوط 15 من عناصر جيش المهدي· ودفع تجدد وضراوة المعارك الدائرة رحاها في شوارع المدينة بقيادة القوات الأمريكية إلى بناء جدار فصل بين سكانها في مسعى التحكم في تحركات عناصر جيش المهدي والتضييق عليهم ميدانيا· يذكر أن جيش المهدي يضم في صفوفه أكثر من 60 ألف رجل مزودين بأسلحة حربية متنوعة من الرشاش الآلي وإلى مدافع الهاون وهو ما جعله مشكلة حقيقية بالنسبة للحكومة العراقية التي تحاول تجريد مختلف المليشيات من أسلحتها في إطار عملية "صولة الفرسان"، ولكنها فشلت إلى حد الآن في تحقيق أدنى الأهداف·