افتتح الملتقى الدولي لمركز لقاءات ودراسات مسيري الإدارات الجبائية في طبعته ال26 بفندق شيراطون وهران، وذلك بحضور ممثلي 30 دولة وجمعيات دولية، إضافة إلى ممثلي دولتي فلسطين وفيتنام كملاحظين. وقد أكد السيد كريم جودي وزير المالية في كلمته التوجيهية الافتتاحية لأشغال هذا الملتقى، على ضرورة العمل الدائم والدؤوب من أجل التنظيم العملي والفعلي للإدارة الجبائية، وإعطائها كامل الأولوية والأهمية لبلوغ أهدافها المتوخاة، خاصة وأن المواضيع المطروحة للنقاش لا تقل أهمية عن تلك المتماشية مع التطورات الحاصلة في العالم في المجال المالي والاقتصادي والجبائي. وطالب السيد جودي الحاضرين بالتفكير في وضع آليات جديدة تتماشى والظروف الراهنة للشعوب، وضمان تطبيق القرارات التي يخرج بها هذا الملتقى في الواقع، وتجسيد كافة طموحات الطبقة الشغيلة والعاملة، للوصول الى التحسين الفعلي للمستوى المعيشي للأفراد البسطاء، وذلك لن يتم تحقيقه إلا بتحديث إدارة الجباية والاستجابة الفعلية لمتطلبات الشعوب والاستماع لانشغالاتها والعمل على تفعيل كل الحلول الممكنة للخروج من دائرة الانغلاق، وفي هذا الإطار فإن أشغال هذا الملتقى لا يمكن أن تخرج عن مجالي تشريح الواقع وتبادل الخبرات بين الخبراء وممثلي الدول والجمعيات المختلفة الحاضرة والاستفادة من تجارب الغير، والعمل على ترجمتها في أرض الواقع من خلال توحيد الجهود وتضافرها لتحقيق الأهداف المسطرة والممكنة. من جهته، أكد رئيس مركز لقاءات ودراسات مسيري الإدارات الجبائية السيد أمادو با، بأن اختيار وهران لاحتضان هذه الدورة بعد تلك التي احتضنتها الجزائر العاصمة سنة ,2000 ما هو إلا دليل حي على الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة الجزائرية لهذا القطاع الحيوي في تسيير شؤون الدولة، وكيفيات صرف نفقاتها ومداخيلها المالية في مختلف برامجها الشهرية، وإشراك جميع الفاعلين الاقتصاديين والماليين من عموميين وخواص وتحريك آليات الاقتصاد والنهوض به من خلال اشراك جميع الأطراف بمن فيهم البسطاء من العمال الى مسيري المؤسسات الكبرى كل حسب موقعه ومكان مسؤولياته ودرجاتها. أما السيد جيلبرتو الأمين العام لمركز لقاءات ودراسات مسيري الإدارات الجبائية، فقد أعطى تفاصيل عن كيفيات التعامل مع الواقع من خلال تشريحه وفهمه بناء على معطيات محددة، ثم وضع السياسات المناسبة وفق الإستراتيجيات التي تمكن من الوصول الى تحقيق الأهداف خلال خماسي أو عشرية من الزمن، وفق المداخيل المالية لكل بلد والسياسات النقدية الموضوعة والمطبقة على أرض الواقع. السيد جيلبرتو نوه كذلك بالمجهودات الكبيرة التي تبذلها الحكومة الجزائرية في مجال توفير كافة الأجواء والظروف لانعقاد مثل هذا الملتقى ومنح الفرصة المناسبة لأعضائه للتعرف على مختلف التجارب، من خلال تبادل الرؤى بشكل دوري انطلاقا من تقييم لأشغال سابقة وتشريح واقع معيش ثم وضع استراتيجيات آنية ذات بعد مستقبلي ورؤى لاحقة، ويكون ذلك بشكل دوري عن طريق تعميق التجارب والمشاركة في تسيير الواقع ومتابعة آنية وآلية لقطاع الرقابة الجبائية. وفي هذا الإطار تمت برمجة عدة ورشات عمل لدراسة كيفيات وضع التنظيم الملائم للإدارة الجبائية وترقيتها، إضافة إلى موضوع آخر يتعلق بكيفيات تحديث الإدارة الجبائية وكيفيات تسيير التحولات الحاصلة في عالم النقد والقرض والجباية والضرائب، والتعرض كذلك لموضوع مكانة الإدارة الجبائية في وسط لا مركزي، بينما تتناول ورشة أخرى دراسة كيفيات تسيير الموارد البشرية في ظل التغيرات الحاصلة على أن يتم في هذا الإطار عرض تجربتي المغرب كبلد نام وفرنسا كبلد متطور ليعرض بعدها النظام الجبائي الجزائري. للعلم، فإن رئاسة هذا المركز الخاص بلقاءات ودراسات مسيري الإدارات الجبائية التي يديرها السينغالي أمادو با ستؤول خلال هذا العام إلى الجزائري عبد الرحمن راوية المدير العام للضرائب.. علما بأن الرئاسة دورية لا تتعدى سنة واحدة.