''الطرز، خيط متناغم'' هو الشعارالذي ترفعه الدورة الثانية من المهرجان الوطني لإبداعات المرأة، التي تحتضنها أروقة وزوايا حصن رياس البحر من الخامس والعشرين ماي الجاري إلى الواحد والثلاثين منه، في محاولة لترقية فن الطّرز وما يحمله من جماليات وأسرارلا يعرفها سوى من تبنّوه عن حب ورغبة في الحفاظ على موروث ضارب في القدم. للحديث عن حيثيات الدورة الجديدة من مهرجان إبداعات المرأة، نظّمت اللجنة المنظّمة لهذه التظاهرة السنوية أمس ب''حصن ,''23 ندوة صحفية قدّمت خلالها الخطوط العريضة لبرنامج الدورة الثانية التي باتت موعدا قارا في أجندة المهرجانات الوطنية بالرغم من حداثته، حيث عرفت الدورة الأولى المخصّصة للنسيج إقبالا كبيرا من طرف الجمهور الذي أراد أن يقترب أكثر من فنّ كثيرا ما شدّ الأنظار والأنفس. الدّورة الثّانية للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة، حسب محافظته السيدة حميدة أقسوس، هي امتداد لدورة النسيج، لأنّهما فنّان متكاملان وكثيرا ما كانا متلازمين، علاوة على كونه فضاء للترويج لكلّ ما تقدّمه المرأة من مساع تحافظ على أحد مظاهر تراثنا غير المادي وتثمّنه من خلال تلقينه لمختلف الأجيال، وغرس حبّ كلّ ما هو عريق وأصيل. السيدة حميدة أقسوس أكّدت وهي تقدّم برنامج التظاهرة، على أنّ المهرجان يعرف تزايدا كبيرا من حيث المشاركة، إذ ستعرف الدورة الحالية مشاركة واحد وثلاثين فنانة مبدعة في مجال الطرز، من مختلف أرجاء الوطني على غرار قسنطينة، البليدة، الجزائر العاصمة، تيزي وزو، المدية، عنابة، غرداية وورقلة، كما تحلّ كلّ من تركيا، إيطاليا وبوركينافاسو ضيوفا على المهرجان، الذي يعدّ إطار تفتّح على تجارب الآخرين في هذا المجال الفني الضارب في التاريخ والرائد في مجال الإبداع، مع إمكانية تحويله إلى مهرجان دولي يحاكي إبداعات المرأة في شتّى المشارب الحرفية والفنية. المهتمون بما تطرزه أنامل المرأة الجزائرية، سيجدون في قصر رياس البحر المتنفّس الذي من خلاله سيَرْوُون عطشهم لمختلف المطروزات والإبداعات، كما سيكون بإمكانهم الإقتراب أكثر من عالم الخيوط المتناغمة والمتشابكة، من خلال فضاءات أوضحت بشأنها السيدة أقسوس أنّها مفتوحة للجميع دون استثناء، إذ روعي عند وضع البرنامج تخصيص نوافذ على فن الطرز عبر ورشات تعليمية وتلقينية، معارض للفرجة والتمتّع، محاضرات ونقاشات وحفلات موسيقية للاسترخاء والتسلية. وعلى شاكلة الدورة الأولى للمهرجان، أطلقت المحافظة مسابقتين؛ الأولى موجّهة للمبدعات، حيث ستتوّج لجنة تحكيم مختصة برئاسة السيدة عزيزة عمامرة في ختام الفعاليات ثلاثة أحسن إبداعات في مجال الطرز من بين الأعمال المشاركة في المهرجان، والثانية موجّهة للصحافة الوطنية، حيث ستعكف لجنة مختصة على اختيار أربعة أحسن مقالات كتبت عن المهرجان الوطني لإبداعات المرأة في دورتها الثانية. ولم تستبعد السيدة أقسوس تنظيم المهرجان في دوراته المقبلة خارج العاصمة، إذا ما توفّرت عدد من العوامل المساعدة على إنجاح التظاهرة، وقالت: ''المهرجان لا يزال فتيّا وهو يعيش دورته الثانية، لكن احتمال تنظيمه خارج العاصمة أمر وارد مع تقدّم عمر المهرجان وتثبيت فعاليّاته في المشهد الثّقافي والفنّي الوطني''.