انطلقت أمس بمنتجع منهاست بمدينة نيويوركالأمريكية الجولة السابعة من المفاوضات غير الرسمية بين جبهة البوليزاريو والمغرب تحت إشراف الموفد الاممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس الذي يسعى إلى حمل الطرفين إلى التوصل إلى أرضية توافقية من أجل تسوية النزاع الصحراوي الذي دخل عقده الرابع دون مؤشرات لحله على الأقل في المستقبل القريب. ويعكف الطرفان الصحراوي والمغربي بحضور ممثلين عن الجزائر وموريتانيا بصفتهما دولتين ملاحظتين خلال يومين على بحث سبل تفعيل مسار السلام الذي لا يزال في طريق مسدود وسط استمرار التعنت المغربي الرافض لأي تسوية خارج مقترحه للحكم الذاتي. ولا يتوقع أن تحرز هذه الجولة أي تقدم يذكر بسبب إبقاء الرباط على إصرارها في عدم الانفتاح على أي مقترح غير ذلك الذي عرضته. وهو ما يجعل مهمة روس تنحصر بالأساس على ضرورة إقناع المغرب بتقبل الرأي والرأي الآخر من اجل إعطاء فرصة للعملية السلمية. ويزيد التأكيد على فشل هذه الجولة حالة التوتر الأمني التي تشوب الأراضي الصحراوية المحتلة في ظل استمرار أجهزة القمع المغربية باقتراف المزيد من الانتهاكات ضد المواطنين الصحراويين من تعذيب واعتقال ومنع تنظيم المسيرات والمظاهرات السلمية. ولغاية الآن لم يعط المغرب أي مؤشر ايجابي يمكن أن يمنح الأمل في إمكانية تليين مواقفه على الأقل فيما يتعلق بإمكانية تعزيز إجراءات الثقة بين الجانبين كما تسعى لذلك منظمة الأممالمتحدة. وأمام هذا الوضع أكد احمد بوخاري ممثل جبهة البوليزاريو لدى الأممالمتحدة انه يتعين على المغرب التحلي بموقف ''بناء وأكثر ايجابية بعيدا عن الموقف المتعنت وتحدي الشرعية الدولية'' الذي ما انفك يتشبث به عندما يتعلق الأمر بتسوية القضية الصحراوية. وجاءت ملاحظة المسؤول الصحراوي بعد أن وصف الأمين العام الاممي ''الوضع الناجم عن انتهاك المغرب لحقوق الإنسان الذي يعاني منه سكان الصحراء الغربية المقيمون في الأراضي الصحراوية المحتلة بالخطير'' وهو الوضع الذي ما انفك تتصاعد وتيرته عشية عقد اللقاء. وذكر بوخاري ان مجلس الأمن الدولي وبهدف خلق حركية حقيقية لمسار السلام طالب في لائحته رقم 1979 من كلا الطرفين ''مباشرة وبنية حسنة مناقشة الاقتراح المقدم من قبل الطرف الآخر والذي تكمن نقطته المشتركة في المرور الإلزامي باستشارة الشعب الصحراوي حول مستقبله''. وقال أن ذلك يعني انه ينبغي أن يناقش المغرب اقتراح جبهة البوليزاريو بإجراء استفتاء مع خيار الاستقلال وكذلك خيار الاندماج إلى المغرب وهو الأمر الذي لم يحدث إلى حد الآن بسبب التعنت المغربي الذي يصر على طرح مخططه للحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للتفاوض. وهو ما جعل المسؤول الصحراوي يذكر أن التوصل إلى هذا الأمر يبقى من مسؤولية الأممالمتحدة التي تعود لها إمكانية تجسيد حق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير والاستقلال وفقا لقرارات الشرعية الدولية. واعتبر الممثل الصحراوي لدى الأممالمتحدة أنه ''حان الوقت للقوة المحتلة أن ترد بالإيجاب على الطموحات المشروعة ليس فقط للشعب الصحراوي الذي يرفض رفضا قاطعا ودون انقطاع الاحتلال المغربي بل أيضا المجتمع الدولي والشعب المغربي المتعطش للعدالة والسلم مع كل جيرانه منهم الشعب الصحراوي''. للإشارة فإن هذه الجولة تأتي بعد التقرير الأخير للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون حول الوضع في الصحراء الغربية والذي صادق مجلس الأمن نهاية أفريل الماضي على اللائحة .1979 وكان مسؤول منظمة الأممالمتحدة قد أكد في هذا التقرير في اتجاه مجلس الأمن أن ''إرادة ورأي الشعب الصحراوي يعتبران العنصر الأساسي في البحث عن حل ذي مصداقية ودائم للنزاع''. وكان مجلس الأمن أكد عبر تلك اللائحة لأول مرة على أهمية تحسين وضعية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية وجدد التزامه بمساعدة طرفي النزاع في التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة يوافق عليها الجانبان وتسمح بتقرير مصير الشعب الصحراوي. ويقود الوفد الصحراوي رئيس البرلمان خاطري أدوح إلى جانب احمد بوخاري والمنسق الصحراوي مع بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء بالصحراء الغربية ''مينورسو'' أمحمد خداد.