قال الصحفي الكاتب سليمان زغيدور أن8500 جزائريا هاجروا إلى دمشق للإلتحاق بالأميرعبد القادر، مضيفا أنهم استقروا في أخصب أراضي سوريا ولبنان وفلسطين، إلا أنهم تعرضوا للطرد والتشرد من الأراضي التي احتلتها إسرائيل. وعاد زغيدور، في المحاضرة التي ألقاها أول أمس بالمركز الثقافي الفرنسي، بعنوان:''جزائريو الأرض المقدسة''،إ لى جذور هجرة الجزائريين إلى المشرق العربي، فقال أنها قديمة تعود إلى عهد صلاح الدين الأيوبي، ولكنها عرفت ذروتها القصوى بعد نفي الأمير عبد القادر الجزائري إلى سوريا، حيث قررالكثير من الجزائريين ترك الديار المستعمرة والرحيل إلى المشرق والتقرب بذلك من الدولة العثمانية. وفي هذا السياق، ذكر سليمان أن جزائريين تخلوا عن بلدهم الأصل، للابتعاد عن المستعر الفرنسي، فيجدوا أنفسهم سنوات فيما بعد تحت الوصاية الفرنسية بعد سقوط الدولة العثمانية، مضيفا أن الهجرة في تلك الفترة التاريخية كانت منتشرة بشكل كبير. بالمقابل، أشار المتحدث إلى غموض الإطارالقانوني للأوقاف الجزائرية التي كانت محمية من طرف فرنسا، إلى غاية سنة 1962باستقلال الجزائر، ليطبق عليها حاليا مرسوم''ممتلكات الأشخاص الغائبين''، بينما تعرضت حارة المغاربة التي تقع على بعد أربعة أمتار من حائط المبكى إلى الهدم الكامل سنة,1967 من طرف المحتل الإسرائيلي. أما عن يهود الجزائر الذين رحلوا إلى فلسطين، فقال زغيدور أن عددا كبيرا منهم قررالرحيل عن الجزائر نحو فلسطين، بحجة رفضهم القاطع لمرسوم''كريميو''، الذي ينص على منح الجنسية الفرنسية ليهود الجزائر، ومن ثم التحموا بيهود أوروبا الذين سبقوهم إلى هناك، ولم يندمجوا مع الأقلية الجزائرية المسلمة. وفي هذا السياق، أضاف الأستاذ أن بعض يهود الجزائر رحلوا إلى فلسطين بعد استقلال الجزائر، واستطاعوا الحصول على امتيازات كبيرة تفوق بكثير تلك التي تحصل عليها الجزائريون الذين هاجروا إلى المنطقة منذ أكثرمن مائة سنة قبلهم، أبعد من ذلك، فقد تحوّل بعض أبنائهم إلى جنود إسرائيليين. وقال زغيدور أن52 بالمائة من عرب إسرائيل من أصول مغاربية بأغلبية جزائرية، وهم متعلقون كثيرا ببلدهم الأصل، كما أنهم على دراية بما يحدث بالبلد، إلا أنهم غير متحمسين للعودة إلى البلد، وأعطى أمثلة عن ذرية الجزائريين الذين استوطنوا الشريط الساحل للجولان وجنوب لبنان وغاليلي وتيباريان (شمال إسرائيل)، من بينهم السيد خليفاوي، رئيس حكومة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والسيّد فريح أبو مدين، أول وزير عدل في الحكومة الفلسطينية لياسر عرفات. بالمقابل، سلّط زغيدور الضوء على حياة بعض أبناء وأحفاد وأبناء أحفاد الأمير عبد القادر الجزائري، والبداية بسعيد الجزائري ابن الأمير، الذي أوكلت له مهمة قراءة الإعلان عن نهاية الإمبراطورية العثمانية، وهذا بعد أن كان في صفوف الفرنسيين ضد العثمانيين، أما الأمير خالد حفيد الأمير، فقد نفته فرنسا إثر مطالبته بمساواة الحقوق المدينة للجزائريين والفرنسيين، في حين ناصر عبد الرزاق عبد القادر ابن حفيد الأمير، القضية الصهيونية وتوفي سنة .1998 أما عن حياة الأمير عبد القادر في سوريا،،فقال زغيدور أن الأمير كانت له هيبة وقيمة كبيرة إلى درجة أنه طلب منه أن يترأس مشروع فكرة تأسيس مملكة للعرب، ولكنه طلب المزيد من الشروحات حول هذا الموضوع، علاوة على الحادثة التي دافع فيها عن المسيحيين رفقة الجزائريين المقيمين بالمنطقة والذين كانوامسلحين تحت إمرة العثمانيين. سليمان زغيدور، رئيس تحرير بقناة tv5, ومراسل العديد من الجرائد العالمية، وباحث مساعد بمعهد البحوث الدولية والإستراتجية''ايريس''بباريس.