تواصل أمس، لليوم الثاني على التوالي، إضراب مستخدمي الطيران التجاري من مضيفين ومضيفات ورؤساء المقصورات ورؤساء المقصورات الرئيسيين ليتواصل معه اضطراب الرحلات بمطار الجزائر الدولي هواري بومدين. وسجلت ''المساء'' ازدحاما غير عادي ناتج عن عدد الرحلات التي لم تتم في بموعدها مما أدخل السافرين في حيرة من أمرهم خاصة وأن مصالح شركة الخطوط الجوية الجزائرية اكتفت في كل مرة بالرد على تساؤلاتهم واستفساراتهم بدعوتهم إلى الصبر والانتظار. وحسب بعض المسافرين الذين التقيناهم بالمطار، مساء أمس، فإن كل رحلات الفترة الصباحية في اتجاهات عديدة لم تنطلق كرحلة مونتريال التي كانت مقررة في التاسعة صباحا والثانية بنفس الاتجاه التي كانت مقررة على الساعة الثانية و40 دقيقة بعد الزوال -وهي الفترة التي كنا متواجدين فيها بالمطار- لم تنطلق كذلك، ليثير ذلك تخوف المسافرين من قضاء الليلة بقاعة الانتظار وهو ما حدث لمسافرين لم تتمكن طائرتهم من الإقلاع مساء أول أمس، في اتجاه لشبونة، حيث اضطروا إلى النوم هناك. وحسب ممثل المضربين بعين المكان فإن قرار الإضراب الذي بدأ يوم الإثنين جاء بعد أن رفضت إدارة الجوية التكفل بمطالبهم خاصة الأساسية منها والمتمثلة في المطالبة بالقانون أساسي على غرار المستخدمين التقنيين للطيران (الطيارون ومساعديهم) فضلا عن تثمين بنسبة 100 بالمائة لأجورهم وتحسين ظروف عملهم. وأكد المتحدث أن مستخدمي الطيران التجاري هم الأقل اعتبارا من حيث الأجر والتحفيزات، حيث لا يتعدى مثلا الأجر القاعدي للمضيفين ال17 ألف دينار. ويخشى المسافرون أن تتواصل الحركة الاحتجاجية خلال الأيام القليلة المقبلة التي تتزامن مع توافد عدد هائل من أفراد الجالية الجزائرية التي بدأت تحل بأرض الوطن لقضاء عطلة الصيف وشهر رمضان الكريم وذلك بعد رفض المحتجين الزيادة التي أعلنها المدير العام للجوية الجزائرية السيد محمد الصالح بولطيف في أجور جميع مستخدمي الشركة أول أمس، والمقدرة ب20 بالمائة وإعلانه استعداده للتحاور مع المضربين. كما أوضح بولطيف في السياق أن الوضعية المالية للشركة لا تسمح بتلبية جميع المطالب المعبر عنها سيما تلك المتعلقة بزيادة في الأجور تقدر ب100 بالمائة. وجدد المسؤول التزامه بفتح ملف إعادة النظر في نظام أجور عمال المؤسسة بهدف المضي نحو تصنيف أجور مختلف مهن الشركة كما هو معمول به على مستوى الشركات الدولية. وكانت شركة الخطوط الجوية قد أعلنت عن أسفها عن لإعلان المضربين التوقف عن العمل واعتذرت أمام زبائنها، مؤكدة في بيان لها عدم شرعية الإضراب وعن اتخاذها كل التدابير لضمان نقل أكبر عدد من المسافرين. للإشارة فإن مستخدمي الطيران التجاري كانوا قد توقفوا عن العمل لمدة يوم قبل ثلاثة أسابيع قدرت بعض المصادر المطلعة بالجوية خسائره ب20 مليار دينار، بعد أن توقفت جميع الرحلات باستثناء رحلتين فقط نحو باريس ومونتريال.