كرمت مديرية الثقافة بمعية الجمعية الثقافية لقرية ايت عبد المؤمن التابعة لبلدية تيزي نتلاثة دائرة واضية بولاية تيزي وزو، أمس الأربعاء، الفنان المسرحي والكوميدي أرزقي رابح المعروف باسم ''أبو جمال'' في مبادرة هي الثانية من نوعها بعد تلك التي قامت بها قرية ايت عبد المؤمن مسقط رأس أبو جمال تخليدا لما قدمه الفنان للمسرح والتمثيل والثقافة الجزائرية بصفة عامة. واحتضن حفل التكريم قاعة المسرح الصغير بدار الثقافة مولود معمري بحضور عدة وجوه فنية أمثال المخرج عمار العسكري، حميد رباعي وغيرهم، إضافة إلى حضور عدة مواطنين ومحبي الفنان الذي حضر على متن كرسي متحرك وعبر على هامش الحفل عن سعادته وفرحه بهذا التكريم الذي بادرت إليه الجمعية الثقافية ومديرية الثقافة لتيزي وزو، حيث قال والدموع تنهمر من عينيه ''أنا جد سعيد بهذه المبادرة التي تعتبر أجمل هدية تلقيتها في حياتي''. وتأسف الفنان للإهمال والنسيان الذي يعاني منه عدة فنانين بعد اعتزالهم الفن لأسباب مختلفة، مغتنما الفرصة لمطالبة مسؤولي الولاية بمساعدته من أجل إنجاز منزل بمسقط رأسه بقرية ايت عبد المؤمن التابعة لبلدية تيزي نتلاثة دائرة واضية، كما أعقب في تدخله انه ''ليس المرض الذي يعذبني، فهو قضاء من الخالق وإنما هو هجران الأحباب وأهل الفن، إضافة إلى الحالة المادية الصعبة''. وتناول الفنان حميد رباعي في كلمة ألقاها بالمناسبة، المشوار الفني لابي جمال الحافل بانجازات كممثل كوميدي وفنان مسرحي قدم الكثير للمسرح والثقافة الجزائرية، ومشاركته في عدة أعمال وأفلام منها ''الطاكسي المخفي''، ''حسان الطاكسي''، ''الغولة'' وأفلام أخرى قدمها أبو جمال إلى الجمهور وأدخلته إلى قاموس الفن الجزائري بكل استحقاق، كما تطرق إلى الوضع الذي آل إليه الفنان وأنه يجب على السلطات وضع قانون يحيي الفنان، داعيا إلى العمل على تكريم رجال الفن، الثقافة والمسرح في حياتهم وليس بعد مماتهم. وللإشارة فإن الفنان أبو جمال الذي لعب مع الممثل عثمان عريوات في دور ابن المرحومة وردية المتخلف في فيلم ''الطاكسي المخفي'' هو الفنان الذي اضحك جمهور الشاشة في عدة أفلام جزائرية منها ''حسن طاكسي'' مع المرحوم حسان طيرو، وغيرها من الأدوار التي كان يتقمصها في الكثير من المسلسلات الجزائرية. ولد الممثل أرزقي رابح يوم 24 ماي 1938 بالقصبة من أبوين ينحدران من قرية أيت عبد المومن، اظهر الفنان منذ صغره حبا للمسرح ما دفعه للالتحاق بفرقة مسرحية رفقة المرحوم رويشد ونورية وكلثوم سنة 1950 حيث لعب عدة أدوار مسرحية رفقة المرحوم محمد التوري قبل أن يشتغل بالإذاعة(1956)، غير أن الأقدار شاءت أن يتوقف وينتهي به الأمر إلى الإهمال والنسيان بسبب المرض الذي لازمه منذ مدة وتسبب في بتر إحدى رجليه، بعدما تعرض إلى حادث أثناء تصوير الجزء الثاني لفيلم ''الطاكسي المخفي'' في عام 1997 بعنابة، حيث أصبح الآن لا يقوى على المشي إلا مستعينا بكرسي متحرك، ولعل مبادرة أبناء قريته أعادت البسمة إلى وجهه على الأقل هناك من يفكر فيه يقول أبو جمال.