شهدت مدينة سكيكدة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة إنزالا غير مسبوق لقوافل المصطافين الوافدين إليها من المدن الداخلية للاستجمام على طول شواطئها الجميلة والساحرة المسموحة للسباحة وغير المسموحة، مما خلق ازدحاما منقطع النظير لم تألفه سكيكدة، إذ وصل إلى حد الاختناق مع استحالة السير بواسطة المركبات على كل المحاور الرئيسية للمدينة. فقد شكلت طوابير قد تصل إلى أكثر من الكيلومتر من السيارات تسير سير السلحفاة، ناهيك عن تحوّل كل أرصفة شوارع سكيكدة الضيقة بما فيها أرصفة المدن الساحلية إلى مواقف غير شرعية للسيارات وجد فيها بعض الحراس الفوضويين أمام الغياب التام للمصالح المختصة فرصة للربح، حيث يجبر أصحاب المركبات على الدفع المسبق وإلاّ سيمنعون من ركن سياراتهم. وما زاد في أزمة النقل على مستوى كل المدن الساحلية للولاية هو انعدام مخطط استثنائي للنقل واضح أمام نقص فادح للحظائر المراقبة بالخصوص على مستوى عاصمة الولاية التي تبقى من الولايات المتأخرة فيما يخص إنجاز الحظائر حسب المواصفات كفيلة بالتخفيف من أزمة توقيف السيارات من جهة، ومن جهة أخرى تسمح بفتح مناصب شغل جديدة للشباب البطال، كما تضمن تحقيق موارد مالية جديدة. والغريب في الزمر أنه وعلى الرغم من أزمة النقل الحادة التي تشهدها عاصمة 20 أوت ,55 إلاّ أن المصعد الهوائي التليفيريك الذي يربط وسط المدينة بمرتفعات كل من بويعلى وبوعباز ما يزال متوقفا عن النشاط منذ أكثر من شهر، مما أدى بالعديد من مواطني المدينة إلى التساؤل عن جدوى إنجاز هذا المشروع الذي كلف الخزينة العمومية أموالا طائلة ما دام أنه لم يساهم في التخفيف من حدة أزمة النقل محليا. وعن سبب هذا الإقبال غير المسبوق على سكيكدة والمدن الساحلية المجاورة لها، فقد أرجعها بعض ممن تحدثنا إليهم من المصطافين القادمين من ولاية قسنطينة إلى قصر مدة فصل الصيف لهذه السنة على أساس أن النصف الثاني من هذا الفصل سيكون شهر الصيام وبالتالي فإنه سيتعذر على العديد منهم التمتع بالبحر وهذا ما يفسر هذا الإقبال الكبير على مدينة سكيكدة بهذا الشكل. ولابد أن نشير إلى أن الوضع الكارثي الذي توجد عليه شواطئ سكيكدة نتيجة تراكم الأوساخ امتد حتى إلى الطرقات، أما على مستوى عاصمة الولاية فالنظافة تكاد تكون منعدمة تماما سواء على مستوى وسط المدنية أو داخل الأحياء، مما زاد في معاناة السكان.