الجزائر تدعو إلى المزيد من التنسيق للدفاع عن المصالح المشتركة دعت الجزائر أمس إلى المزيد من التنسيق بين بلدان آسيا والشرق الأوسط في المنتديات العالمية لطرح اهتماماتها والمرافعة عن مصالحها المشتركة بما يخدم السلم والأمن والتنمية في المنطقتين وفي ربوع العالم قاطبة· وقال سفير الجزائر بالقاهرة السيد عبد القادر حجار رئيس الوفد الجزائري في الاجتماع الثاني للحوار الآسيوي الشرق أوسطي الذي تحتضنه مدينة شرم الشيخ المصرية على مدى يومين أن هذا الاجتماع يجسد بحق احد أهم صور"التواصل الحضاري" بين الشعوب والأمم وهو "ما بات المجتمع الدولي في حاجة إليه" ·
ونوه السفير بالعلاقات القائمة بين دول المنطقتين والتطور المستمر الذي يميزها، مؤكدا على ضرورة تعزيز التعاون والتقارب بين المجموعتين بما يسهم في تعميق وتدعيم روابط التعاون في جميع المجالات انسجاما مع عمقها التاريخي والحضاري والجغرافي وكذا روح ومبادئ مؤتمر باندونغ الذي كرس محاور الصداقة والتضامن والتعاون الافرو-آسيوي· وقال إن الجزائر التي تربطها علاقات الصداقة والتضامن مع الدول الآسيوية برمتها والتي تعود جذورها التاريخية إلى أيام حرب التحرير الوطني "لن تدخر جهدا في تدعيم مسار هذا الحوار بما يخدم مصلحة دول المنطقتين" · وأكد أن الجزائر التي استعادت عافيتها بعد مرحلة صعبة ها هي تخوض غمار مسار التحول الديمقراطي والإصلاح الاقتصادي الشامل إذ تعكف على "تكريس دولة الحق والقانون القائمة على الممارسة الديمقراطية والتعددية السياسية واحترام حقوق الإنسان وترقيتها"، مشيرا إلى أن "الاستثمارات الهائلة المدرجة في البرامج التنموية قد أدت إلى تحسين ظروف معيشة المواطن كما وفرت الشروط الملائمة لاقتصاد عصري تنافسي مما شجع فرص الشراكة والاستثمارات الأجنبية" · وأضاف أن الجزائر التي تبنت إعلان الألفية "لن تدخر أي جهد لترجمته في ارض الواقع في سياستها الوطنية للتنمية"، مؤكدا أنها ستعمل جاهدة أيضا في إطار المبادرة الجديدة للتنمية في أفريقيا من اجل ترقية كل الجهود الرامية إلى تعزيز الإصلاحات على المستوى الداخلي عبر ترقية الديمقراطية ودولة الحق والقانون كإحدى الركائز الهامة للحكم الراشد· وفي هذا المنظور قبلت الجزائر يضيف السيد حجار بصفة "طوعية" الخضوع للآلية الأفريقية للتقييم من قبل النظراء، هذه المبادرة التي تندرج، كما قال في إطار الجهود الأفريقية الرامية إلى المساهمة الفعلية في إرساء الحكم الراشد داخل كل بلد أفريقي وعلى مستوى القارة· وأوضح أن النمو المطرد الذي تشهده اقتصاديات العديد من دول المنطقتين "يتيح بلا شك الفرصة للمزيد من التعاون والتكامل وتبادل التجارب بينهما"، مسجلا "امتنان" الجزائر "وسرورها" للمكانة المتصاعدة للاستثمارات الآسيوية في السوق الجزائرية في العديد من المجالات· ودعا في هذا الشأن إلى المزيد من التنسيق بين بلدان المنطقتين في المنتديات العالمية لطرح اهتماماتهما والمرافعة عن مصالحهما المشتركة بما يخدم السلم والأمن والتنمية في المنطقتين وفي ربوع العالم قاطبة · وأشار السيد حجار في تدخله في الاجتماع الثاني للحوار الآسيوي الشرق أوسطي إلى المخاطر الجديدة التي تهدد استقرار العالم والسلم والأمن الدوليين، وقال أن الإرهاب العابر للحدود والقارات يعد "خطرا محدقا يمس الحق الأساسي في الحياة ولا يستثني" أية منطقة أو أية دولة في العالم، مؤكدا أن طبيعته "الشنيعة تستوجب تجندا حازما وتضامنا دوليا قويا" · وجدد دعوة الجزائر للمجموعة الدولية إلى التنفيذ الفوري لإستراتيجية الأممالمتحدة لمحاربة الإرهاب ودعا في هذا السياق الاجتماع إلى التأكيد على أن محاربة الإرهاب لا يجب أن تقتصر على الجانب الأمني فقط بل تتطلب كذلك معالجة الأسباب التي كانت وراء ظهوره وانتشاره· وقال انه "بات من المستعجل والضروري" التوصل إلى اعتماد اتفاقية دولية لمكافحة الإرهاب تتضمن تعريفا دقيقا وواضحا لمفهوم هذه الظاهرة التي لا يمكن بأي حال من الأحوال إسنادها لأي دين أ وحضارة أ والخلط بينها وبين نضالات الشعوب لنيل حقوقها المشروعة في التحرر والاستقلال" · وأضاف أن في عالم تتجاذبه النزاعات ومختلف أنواع التطرف وغياب التسامح بكل أشكاله يبدو من المهم العمل على "تهدئة وطمأنة" القلوب بفضل حوار "بناء ومثمر" بين الثقافات والحضارات قصد إزالة سوء التفاهم والعمل على التقارب والقضاء على الأفكار المسبقة والصور النمطية وتعزيز التفاهم المتبادل· وبشأن حالة عدم الاستقرار وبؤر التوتر السائدة في منطقة الشرق الأوسط، دعا السيد حجار المجتمع الدولي للتدخل "بحزم" من اجل إرساء سلم عادل ودائم في الشرق الأوسط انطلاقا من قرارات الشرعية الدولية وخارطة الطريق والمبادرة العربية للسلام والالتزام بوعود مؤتمر انابوليس·