الفن التشكيلي وجه من الوجوه التي تتميز بها الجزائر، بل يعد من بين بصماتها الثقافية التي تعرف بها في العالم، أمثال راسم، خدة، اسياخم وغيرهم من الفنانين والفنانات الذين استطاعوا أن ينيروا الطريق باللون والريشة ويلحقوا الحس الجزائري بالمبدعين والمتذوقين للجمال... ''المساء'' التقت عبد الحميد عروسي رئيس الاتحاد الوطني للفنون الثقافية وأجرت معه حوارا حول الفن ومنجزاته وآفاقه. ''المساء'': الحديث عن الفن التشكيلي متشعب وواسع، لكن هل تعرّفنا على أهم الإنجازات التي تحققت في موسم 2009 - 2010؟ عبد الحميد عروسي: الإنجازات الأخيرة التي تميز بها موسم 2009-2011 تظهر جلية في اللقاءات الكبرى التي ساهمت فيها مديريات الثقافة لبعض الولايات، حيث كانت هذه اللقاءات ناجحة وقوية ومهمة، منها اللقاء المغاربي الثاني لمدينة عنابة والذي تميز بحضور فنانين من الأقطار المغاربية وكثير من الفنانين الجزائريين الممتازين، أما المواضيع المتناولة فكانت هادفة في شتى المجالات التي تعبر عن أحاسيس ومشاعر الإنسان عموما وتبرز الفن التشكيلي المغاربي خصوصا، لقاء عنابة تميز بالاهتمامات الكبرى للفنان كمسوق للفن وإلقاء نظرة على الفن المغاربي المعاصر. ولم تنفرد عنابة وحدها بهذه اللقاءات الفنية، بل احتضنت عدة ولايات هذه اللقاءات الفنية كمدينة برج بوعريريج، مدينة المسيلة، إضافة الى اللقاءات الأخرى وهي كثيرة ومتنوعة، وفي قاعة محمد اسم مهتمون بالفن المعاصر، حيث تم النظر لكثير من الجهات الفنية وأقمنا معارض مهمة منها ''5/,''5 ''لقاء لزايدي'' وغيرها. بالنسبة لهذا الفصل من الدخول الاجتماعي، ما هي نشاطاتكم؟ بدأنا هذا الفصل بمعرض كبير تم من خلاله عرض لوحات من متحف مؤسسة الغاز الطبيعي (إسبانيا)، والتي عرضت جزءا من متحفها ''الفنون المعاصرة''، حيث تميز بعرض تحف نحتية ولوحات لكبار الفنانين الإسبان وهذا يمكن ملامسته من خلال اسم المعرض ''الضوء.. كريشة''، وشارك في هذا المعرض الذي أسدل ستاره مؤخرا 17 فنانا من كبار الفنانين التشكيليين الإسبان. وهل هناك تقارب أو تشابه بين الثقافتين الجزائرية والإسبانية؟ هناك تقارب كبير بين الثقافتين، إلا أن المعرض يتميز بأشياء خاصة بإسبانيا، وهذا لا ينفي وجود ملامح للحضارة العربية وباعتراف الإسبان أنفسهم، بأن لهم ارتباطا قويا بالمغرب العربي والحضارة الأندلسية. ما هو الجديد الذي تطرحونه على الجمهور هذه السنة؟ بما أننا في بداية السنة غير أننا مقبلون على ''الرجوع إلى غزة''، هو ذا المعرض الذي ننوي تنظيمه انطلاقا من منتصف الشهر الجاري 15 أكتوبر للفنان الفلسطيني باجي سليم حسين العالي المعروف ب ''ضمير الثورة''، وهذه بمثابة الرجوع بالذاكرة والضمير العربيين الى فلسطين. كما سيشارك فيه الفنان عدّال مصطفى وهو من التشكيليين الجزائريين الممتازين يعرف بغيرته على القضية الفلسطينية، وستعرض خلال هذا المعرض حوالي ستين لوحة. هل هذا المعرض الذي ستنظمونه مقصود، أم من أجل التحسيس بمعاناة سكان قطاع غزة؟ المعرض مقصود، نظم تضامنا مع قافلة الحرية، والاتحاد يريد المساهمة في فك الحصار على قطاع غزة، لكن برامجنا لم تكن في مستوى تسارع الأحداث، مما لم يسنح لنا بإقامة المعارض، إلا أن هذا المعرض يأتي من أجل غزة ولفائدة القضية الفلسطينية وفلسطين ككل، حيث يقدم الفنانان وجهة نظرهما، خصوصا وأن الصهاينة يريدون الاستحواذ على كل شيء ونحن نطالب وندعو لإعادة بناء وتشييد غزة ورفع ثقافتها ومحيطها الاجتماعي لما هو أفضل بعد كسر الحصار المضروب على أهلها. والى جانب هذا المعرض سننظم معارض أخرى، فهناك معوض شقران ومعرض رباعي لدميس من عنابة ومعرض من بسكرة. الجزائر مقبلة على أن تكون من خلال ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية''... فمادور الاتحاد الوطني للفنون الثقافية لهذه السنة؟ هناك تفكير في إقامة معارض في تلمسان في إطار هذه التظاهرة الثقافية الإسلامية، كما ستقام معارض في الجزائر العاصمة منها معرض خاص بالمنمنمات الإسلامية، وكذا معرض في الخط، لأن هناك توجه جديد في الخط من خلال الفنان قاسمي عزيز الذي يعد خطاطا متميزا مع خطاطين آخرين. كما سنقيم حسب برامجنا معارض في كل الولايات لمدة شهر كمعرض الرباعي الذي فيه الأستاذ اسكندر، دميس من باتنة، تبرها نور الدين من بسكرة وبلمكي مراد من وهران، الذين لهم توجهات فنية متميزة مثل تبرها الذي له ميزة في الخط العربي ولكن في حلته الأمازيغية. هل أقمتم معارض خارج الوطن؟ هناك معارض خارج الوطن، ففي الدوحة أقيم معرض في إطار ''الدوحة عاصمة الثقافة العربية''، وكان ذلك تحت رعاية وإشراف وزارة الثقافة، وأتمنى أن تكون هذه السنة حافلة بالأعمال الهادفة من أجل ترقية الفنان وتطويره في الجزائر وإيصاله الى العالمية، ولهذا فكرنا في تنظيم لقاءات مغاربية، حيث يبدأ لقاء المسيلة المغاربي هذه الأيام وفي 2011 ستكون لقاءات مغارية أخرى.