فارس زهير منشد شاب، حاز على الجائزة الثالثة في مسابقة الشارقة للإنشاد منذ عامين، متحصل على ليسانس في العلوم السياسية وهو حاليا يحضر لليسانس في علوم الشريعة، ''المساء'' التقت هذا الفنان الموهوب والظريف على هامش تنشيطه سهرة فنية في إطار الأسبوع الثقافي لولاية البليدة في تظاهرة »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية« وأجرت معه هذه الدردشة. - كيف ترى مشاركتك في تظاهرة »تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية«؟ * مشاركتي في هذه السهرة الفنية كانت في إطار الأسبوع الثقافي لولاية البليدة في تظاهرة »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية«، وجاءت متنوعة قدمت فيها الفقرة الأولى، حيث عرضنا برنامجا متنوعا احتوى على موشحات دينية ووصلات أندلسية، خاصة وأن الطابع البليدي يتناسب مع الطابع التلمساني لأنهما من مدرسة واحدة. في رأيي كان حفلا ناجحا نظرا لتجاوب الجمهور مع الأغاني التي قدمناها له حتى أنه ردد مقاطع منها وهذا ما يدل على أن رسالتنا التي نريد توصيلها الى الجمهور قد وصلت والحمد لله، وإن شاء الله نعود إلى تلمسانالمدينة التي تغيرّت وأصبح لها منشآت ثقافية عديدة. - هل هناك بصمة خاصة لفن الإنشاد في البليدة؟ * طبعا، فالبليدة مدينة الفن والعلماء، مثلما يقولون قديما، فهي مدينة عريقة فنيا لأنه فيها -بالمصطلح الأندلسي- مدرسة العروبي الذي تحتضنه مدينة تلمسان مثلما تحتضن البليدة الفن الحوزي في مهرجانها السنوي، والعروبي فن أندلسي أثّر في تكويني الفني لذلك أرى نفسي دائما مرتاحا في هذا الطابع لأنني لاحظت أن الأندلسي يخلو نوعا ما من الموشحات الدينية والاجتماعية ولهذا أردت إدخال مثل هذه المواضيع إلى فن الأندلسي، دون أن أنسى طابع الموشحات الدينية العربية، علاوة على تكويني الديني باعتبار أنني تكونت في الكتاتيب والمدارس القرآنية. - هل تعتقد أنّ الغناء وسيلة مثلى في تحبيب الدين للجمهور؟ * نعم، وأقول إنه -ربما- تؤثر أغنية في الإنسان أكثر من كلام داعية أو إمام ويقال ''ثلاثة مذهبات للحزن الخضرة والماء والصوت الحسن''، فالإنسان إذا سمع أغنية بكلام طيب ورسالة هادفة ستصل إلى قلبه. - وماذا تقول عمن يكفر الغناء والموسيقى؟ * لدي ليسانس في العلوم السياسية والآن أحضر لليسانس في علوم الشريعة وكل أساتذتي كبار في الشريعة ولا أحد حرم الغناء إلا عندما يكون هناك مجون واختلاط، أما الأغنية إذا دعت إلى الخير ومدحت اللّه والرسول -صلى اللّه عليه و سلم- فهذا جميل، فالأغنية ما هي إلا غلاف خارجي للكلام الطيب وكما قال رسول اللّه ''الكلمة الطيبة صدقة ''. - ماذا عن غناء المرأة في مجال فن الإنشاد؟ * لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال فمسألة غناء المرأة محل اختلاف بين العلماء، وأنا لست فقيها وأفضل أن لا أرد على هذا السؤال. - لماذا يجد المنشد الجزائري صعوبة في ايصال صوته إلى العالم العربي؟ * يعود هذا الأمر لسببين، الأول في المنشد في حد ذاته والذي لم يطور فن الإنشاد، في حين يعود السبب الثاني والكبير إلى الإعلام الجزائري الذي يحتقر هذا الفن رغم أن مؤديه هم أناس مثقفون ومتخلقون ويؤدون أغان بكلمات طيبة، وفي هذا السياق قمت -في المدة الأخيرة- بإصدار ألبوم واستعملت كل الالات الموسيقية وهو ما لم يحدث في الانشاد، أي وكأنك تسمع أغنية ولكن بكلمات طيبة بيد أن موضوعها، سواء كان اجتماعيا أو دينيا، إنشادي بحت، وأريد أن أقول أيضا إنه على المنشد أن يتعلم الشعر والأدب ولم لا العزف على الآلات الموسيقية وكذلك تأسيس علاقات مع المنتجين والإذاعة والتلفزيون حتى يسمو بالإنشاد إلى مستواه الحقيقي، وهنا سيجد الاهتمام اللازم من طرف الإعلام، وفي الأخير أريد أن أشير إلى أن القنوات الفضائية الجزائرية غير مفتوحة على المنشدين مثلما هو عليه الأمر في الدول العربية الأخرى. - ألم تخش أن يواجهك سيل عارم من الانتقاد حينما توجهت الى التجديد في مجال الإنشاد؟ * يجب على المرء أن يتخطى خوفه، فأنا حافظ للقرآن وأصلي بالناس التراويح وحتى الصلوات الخمس، كما كنت محضرا نفسيا للانتقاد الذي تلقيته فعلا من طرف فئة من الناس، إلا أن الأغلبية فهموا توجهي لأن الجمهور يحب الجمال، والعزف شيء جميل. - ماذا عن عدم تقديمك لأي فيديو كليب في مجال الإنشاد؟ * أسعى وبكل جهد لإنجاز فيديوهات كليب للعديد من الأغاني فقد صدر لي منذ ثلاثة أشهر ألبوم جديد ولكن لا أستطيع ان أنجز فيديو كليب رغم كل مجهوداتي فالعين بصيرة واليد قصيرة، واتصلت بجهات معينة وجهات رسمية وعدتني بالمساعدة وأتمنى أن توفي بوعودها. - هل ساعدك حفظك للقرآن في الإنشاد؟ * نعم، كثيرا، فحفظ القرآن الكريم يساعد على إتقان مخارج الحروف، فأنا أنطق الحروف جيدا وهذا يعود إلى فضل اللّه ودراستي لأحكام القرآن الكريم فمخارج الحروف هي الأساس لأن المستمع يجب أن يفهم جيدا ما أقول حتى تصل رسالتي اليه. - ماذا عن انجذاب الجمهور الجزائري إلى فن الإنشاد؟ * المجتمع الجزائري يحب الكلمة الطيبة والأعمال المتقنة، وكما لا حظتم فالأعراس أصبحت تقام بالإنشاد بدلا من الأغاني ذات الكلمات الماجنة والساقطة، كما أن الجمهور يحب الأغاني الطيبة والنشيد، اليوم، تطور وأصبح يدمج الطبوع الجزائرية.. نعم فأن تغني الحوزي بكلمات طيبة أحسن من أن تؤدي الحوزي بكلمات غير طيبة والمجتمع الجزائري يحب كل ما هو طيب لأن طينته طيبة. - هل من مشروع جديد لزهير فارس؟ * أنا الآن أبحث عن موسيقيين يحسنون العزف في الطابع الأندلسي والطابع العروبي وهو صعب إلا أنّ الجزائريين يمتلكون قدرات فنية كبيرة وأرجو أن أكتشف بعض المواهب الفنية في هذا المجال، كما أصبو إلى عمل أكثر من فيديو كليب. حاورته مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: لطيفة داريب