يتحدّث اليوم ضمن فعاليات الدورة السادسة عشر لصالون الجزائر الدولي للكتاب الذي يحتضنه المركب الأولمبي ''محمد بوضياف'' المغربي عزّ الدين التازي واللبنانية يمنى العيد عن ''المقاربات السردية في الأدب الحديث''، وذلك بداية من الثالثة زوالا بقاعة المحاضرات ''ب''. الندوة التي يديرها الدكتور الجزائري السعيد بوطاجين ستحاول الاقتراب من ''المقاربات السردية'' في سياق تنامي الاهتمام بالجنس الروائي، تأليفاً، نقداً، نشراً، وتلقياً، وكذا الربط بين ما هو نظري وما هو تطبيقي في تناول الأعمال الروائية وإضاءتها والتعرّف إلى تقنياتها واتجاهاتها الفنية والأسلوبية، كما تناقش الندوة أبرز مكوّنات الخطاب الروائي وتقنياته من زمان ومكان وحوار وشخصيات ووصف ولغة ورواة، من دون أن يغفل الأمثلة التطبيقية المعزّزة لكلّ ذلك. وفي هذا السياق، يؤكّد الدكتور السعيد بوطاجين أنّ الاهتمام بعلم السرد بدأ مع ثمانينيات القرن العشرين، وقد أسّس له نخبة من الباحثين خريجي الكليات والمعاهد، أعادوا النظر في طرائق دراسة العمل الأدبي مخلصين إياه من الإرث الأيديولوجي الذي كان يطوقه، وقد خطا هذا العلم في نظر بوطاجين نحو الاحترافية فأصبحت له مفاهيم ومصطلحات دقيقة، غير أنّه يسجل على هذا المنهج عدّة مزالق؛ منها غياب التقويم فيه، فهو عرض حيادي، يضاف إلى ذلك أنه لا يميّز بين الجيد والرديء في الأعمال السردية، وقد منح هذا العلم مصطلحاته من حقول معرفية عدة كالبلاغة والمنطق واللسانيات والرياضيات... فعسر نقل مفاهيمه من أصوله الغربية إلى اللغة العربية، وهذا ما حدا ببوطاجين إلى التأكيد على البحث عن إستراتيجية جديدة مختلفة لمقاربة النص السردي. وللإشارة، فإنّ هذه الندوة سينشّطها الدكتور المغربي محمد عز الدين التازي الحاصل على الدكتوراه في الأدب الحديث، ويشغل منصب أستاذ للتعليم العالي بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان، ويواظب الدكتور التازي على الكتابة والنشر منذ أربعة عقود، ونشر أوّل نصّ قصصي له سنة ,1966 حمل عنوان ''تموء كالقطط''، ليواصل الكتابة في الرواية، القصة القصيرة، المسرحية، قصص الأطفال والسيناريوهات، إلى جانب الدراسات الأدبية النقدية، إذ بلغ رصيده 18رواية لدى دور نشر مغربية، جزائرية، سورية، مصرية ولبنانية. كما صدرت للدكتور التازي أزيد من عشرين قصة للأطفال، وتفوق كتبه المنشورة الخمسين كتابا، وتحوّلت روايته ''رحيل البحر'' إلى شريط أنجزته التلفزة المغربية، وكرّمته عدة كليات وجمعيات ثقافية وعقدت ندوات كثيرة حول أعماله ومساره الأدبي. وإلى جانب الدكتور التازي، ستلقي الكاتبة والناقدة اللبنانية بدلوها في هذه الندوة، حيث تعدّ من المهتمين بالنقد الأدبي وبكلّ تشعّباته، حيث بدأت الكتابة والنقد في وقت مبكّر يرجع لعام ,1970 مع كتابها ''أمين الريحاني، رحالة العرب'' الصادر عن ''بيت الحكمة'' ببيروت. والدكتورة العيد حاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون عام ,1977 وعيّنت أستاذة في كلية الآداب قسم اللغة العربية بالجامعة اللبنانية حتى عام ,1999 وشغلت عام 1996 منصب أستاذة زائرة في السوربون، وفي الأعوام ما بين 1985 و,1999 دعيت من جامعات مختلفة كأستاذة زائرة ومحاضرة في مختلف الجامعات ومراكز البحوث بالعديد من المدن العربية. وحصلت الدكتورة العيد على جائزة مؤسّسة العويس الثقافية لموسم 1992-,1993 علاوة على انضمامها كعضو فاعل واستشاري في أكثر من مؤسّسة ومجلة ثقافية وأدبية عربية، ونشر آخر كتاب لها عن دار ''الفارابي'' ببيروت، وهو في ''مفاهيم النقد وحركة الثقافة العربية''.