تؤكد الأصداء الواردة من معسكر المنتخب الوطني لكرة القدم، قبل مباراة إفريقيا الوسطى بيوم واحد أن المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش، يكون قد وقف على التشكيلة التي يراها مثالية لخوض مباراة العودة من تصفيات كأس إفريقيا للأمم في محطتها الأخيرة والتي اعتبرها آخر فرصة للعديد من الوجوه التي ظلت ولفترة طويلة الأكثر استحواذا على فرص اللعب والثأثير على اختيارات المدربين الذين تداولوا على العارضة الفنية للمنتخب الوطني. ويبدو أن إصرار حاليلوزيتش على إحداث ''ثورته'' انطلاقا من هذه المحطة، قد أدى بالعديد من اللاعبين إلى بذل جهد أكبر في التمارين الصعبة التي خضعوا لها منذ يوم الإثنين الفارط وربما لأول مرة يلاحظ على بعض الذين تعودوا التقاعس في التدريبات، تخليهم عن هذه الممارسة لضمان الاستمرارية في صفوف المنتخب. شريط فيديو مباراة تانزانيا يكشف المستور كما أن لجوء حاليلوزيتش إلى شريط فيديو مباراة تانزانيا، قد فتح عيون العديد من اللاعبين على الأخطاء التي ارتكبوها والتي اعتبرها المدرب حاليلوزيتش ''ابتدائية'' ولا يجوز لنجم يلعب للمنتخب أن يرتكبها مجددا إذا أراد تمديد المشاركة في إعادة بناء مستقبل المنتخب الوطني. وحتى لا ندخل في حسابات من سيلعب أمام منتخب إفريقيا الوسطى غدا، أو من سيكون احتياطيا ومن سيعفى من المشاركة، يمكن القول إن حاليلوزيتش، قد تحدث مطولا للمدافع نذير بلحاج ونصحه بالتقيد بما يطلب منه، وفي ذلك إشارة إلى عدم رضا المدرب الوطني بالدور السلبي الذي لعبه الظهير الجزائري في مباراة دار السلام. كما يبدو من البرنامج المكثف الذي خضع له النجم حسان يبدة، الذي انتقل للعب في غرناطة بإسبانيا في الليغا، ما يبعث على الاعتقاد أن صاحب الإصابة الوحيدة في مباراة المغرب بعنابة برسم التصفيات التأهيلية، مازال خارج ''الفورمة'' وقد يرشحه ذلك ليكون خارج الاختيارات التكتيكية في هذه المباراة، حيث أن هذه الاختيارات تتطلب وجود لاعبين يتمتعون بالمرونة والسرعة واللعب في كل الاتجاهات وبالتالي صنع اللعب، مثل هذا الدور لا يمكن ليبدة القيام به، طالما أن ظهوره المحتشم مع فريقه المتواضع أو أثناء التدريبات التي شارك فيها منذ الإثنين الماضي، لا يسمح له بتقمص دور صانع الألعاب. جابو، بونجاح وتجار.. أوراق توظف لأول مرة ومن هنا يدور الحديث عن إمكانية إتاحة الفرصة كاملة لخليفة زياني المبعد مؤقتا ونعني به النجم الصاعد لوفاق سطيف عبد المؤمن جابو الذي يتمتع بمهارات عالية ويملك حسا نادرا في التسجيل. ولا شك في أن وجود جابو بالقرب من خالد لموشية، قد يحفز ه على لعب الدور الذي يسند إليه بكثير من الثقة، حيث عبر عن ذلك بصراحة من خلال قوله ''سأسعى جاهدا لأكون في مستوى الثقة التي وضعها في الناخب الوطني، كما أنني أتقبل أي دور يسند لي في هذه المباراة'' ويبدو أن تراجع مستوى العديد من اللاعبين الذي استنجد بهم -مؤخرا- للمشاركة في تربص الخضر والذين لم يظهروا أي تحسن في مستواهم وحتى في تكيفهم مع الواقع الجديد، قد يعطي الفرصة للكثير من المحليين الذين ما فتئوا يترجون فرصتهم في اللعب على قدم المساواة مع المحترفين، وذلك على غرار تجار العائد من تجربة قصيرة فاشلة في مصر، أو حشود المدافع صاحب النزعة الهجومية الخارقة أو مترف المدافع الذي لم يلتفت إليه كثيرا ، إذ أن هؤلاء يضاف إليهم الوجه ''المفاجأة'' بغداد بونجاح الذي لا يتجاوز سنه ال''''19 سنة، سيشكلون النواة التي سيبني عليها حاليلوزيتش أي بناء مستقبلي في إطار هيكلة المنتخب الوطني. ودون شك؛ فإن مشاركة بعض هؤلاء في مباراة يوم الغد جد واردة، لكن ذلك يبقى مجرد تخمينات صحفية لا أكثر، طالما أن الحصار الذي فرضه حاليلوزيتش على معسكر المنتخب الوطني، الذي تدرب في فضاءات مغلقة لم يسمح لأحد بدخلوها، قد حجب الرؤية الحقيقة عما يدور أو عما يريد حاليلوزيتش الوصول إليه من وراء هذا التكتم وكان الاعتماد فقط على بعض المصادر الشحيحة من داخل المعسكر الذي كانت تسرب من حين لآخر وبقطرات -كما يقال- معلومات غير دقيقة عما يدور أو يدبر ويطبخ داخل المركز التقني للمنتخبات الوطنية أو في غيره من الأماكن التي سخرت لتدريب المنتخب الوطني. وما هو مرشح حتى الآن هو أن العديد من الوجوه البارزة التي ألفها في المنتخب الوطني ستلعب آخر أوراقها وربما هناك من سيختفي دون رجعة وربما هناك أيضا من ستمنح له الفرصة للمشاركة في اللقائين الوديين القادمين نهاية السنة الجارية، ونعني بهم المصابين الذين أدت إصاباتهم إلى إعفائهم من بعض الحصص التدريبية على غرار مدحي لحسن وجبور. تلك هي أصداء الجولة ما قبل الأخيرة من تدريبات المنتخب الوطني قبيل المباراة الأخيرة من التصفيات التأهليلة لكأس إفريقيا للأمم ,2012 في انتظار ما ستكشف عنه الحصة التدربيبة الأخيرة المقررة مساء اليوم.