تستضيف مدينة سطاوالي بالعاصمة يوم الاثنين المقبل، يوما إعلاميا تحسيسيا حول التوعية بمسألة التبرع وزرع الأعضاء، إحياء لليوم العالمي للتبرع بالأعضاء المصادف ل 17 أكتوبر من كل سنة، نظمه الاتحاد الوطني للكلى. هذا الحدث سيعرف مشاركة خبراء جزائريين في مجال زرع الأعضاء، ويحمل هدف إعلام المجتمع المدني حول مدى تعقيد علاجات هذا المرض، وتثقيف السلطات العامة من أجل تطوير القوانين واللوائح لتأمين عملية التكفل متعددة الأشكال للمريض المستفيد من عملية زرع عضو، كما يهدف اللقاء خاصة للتشجيع على إحياء واستدامة زرع الأعضاء على نطاق واسع، دون إغفال الهدف الأسمى وهو الترويج لثقافة شعبية حقيقية للتضامن من خلال التبرع بالأعضاء بعد الوفاة. وتعرف عمليات زرع الأعضاء في الجزائر نقصا كبيرا مقارنة بالمجهودات الكبيرة المبذولة من طرف الجهات المعنية من أجل رفع عدد عمليات الزرع سنويا، من خلال سن القوانين المنظمة وتوفير العتاد الطبي والدعم المالي اللازمين، إلا أن الملاحظ أن عديد العقبات تحول دون الوصول إلى الأهداف المسطرة من طرف المختصين في الوصول إلى المعدل العالمي لعمليات الزرع في السنة، ومن أهمها نقص عدد المتبرعين وهو السبب الذي يرجعه الخبراء إلى عدم تقبل الناس لفكرة التبرع بأعضائهم أو أعضاء ذويهم بعد الوفاة، بالرغم من الحملات الإعلامية للتوعية بأهمية التبرع لإنقاذ الأرواح. وكان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات قد كشف خلال زيارة تفقدية قادته مؤخرا إلى مصلحتي أمراض الكلى والسكري بالمستشفى الجامعي لباب الوادي محمد لمين دباغين (مايو سابقا)، أن قانونا جديدا يتعلق بعملية زرع الأعضاء البشرية سيدخل قريبا حيز التنفيذ ويساهم في تعميم عملية زرع مختلف الأعضاء، من بينها الكلى والقرنية لفائدة المرضى. وأوضح وزير الصحة أن أهم نقطة جاء بها القانون الجديد هي توسيع دائرة المتبرعين التي لن تبقى محصورة في إطار العائلة الصغيرة، بل يتم توسيعها للعائلة الكبيرة، كما سيسمح القانون بنزع الأعضاء من الجثث بعد الحصول على موافقة المعنيين قبل الوفاة أو موافقة ذويهم من الدرجة الأولى أو الثانية. وتكشف الأرقام الموجودة لدى ''المساء'' أن زراعة الكلى تأتي في المرتبة الأولى، حيث تم إجراء ستة آلاف عملية منذ ,1986 مع إحصاء ألف حالة على قائمة الانتظار، وفي المرتبة الثانية زراعة القرنيات، حيث تم إجراء 80 حالة زرع خلال 2008 و.2009 أما في الترتيب الثالث، تأتي زراعة الكبد التي يحتاج إليها 100مصاب في السنة، في حين لم يتم منها إلا 32 زراعة منذ سبع سنوات، وتم إجراء 400 عملية لزراعة خلايا الدم بالنسبة للمصابين بسرطان الدم. ويسجل سنويا ما بين 20 إلى50 طلبا لزراعة المعدة متبوعة بالبنكرياس مطلوبة بين مائة إلى مائتي طلب، إلا أنها لم تجر مطلقا في بلادنا، إضافة إلى زراعة القلب التي تُطلب سنويا بمعدل 50 حالة، إلا أن نقص المختصين يرهن وجودها مثل هذه العمليات بالوطن.