سطرت جمعيات مرضى القصور الكلوي برنامجا تحسيسيا لفائدة المواطنين تزامنا مع إحياء اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء، حيث اختارت هذه السنة شعار ''التبرع بالأعضاء معركة من أجل الحياة'' ليحاكي الصورة الحقيقة لواقع التبرع بالأعضاء في الجزائر الذي لا يزال لحد الآن رهينة لمجموعة من العوامل الاجتماعية والدينية، وهو ما جعل الأيام التحسيسية فرصة لتقريب الصورة أكثر من المواطن وجعل التبرع بالأعضاء ممكنا ومتواصلا في الجزائر بصورة طبيعية. نظمت الفيدرالية الوطنية لمرضى الكلى يوما تحسيسيا حول التبرع بالأعضاء للأشخاص المتوفين. وحسب السيد بوخوص محمد، الناطق باسم الفيدرالية، فإن الحملة التحسيسية تهدف إلى توعية المواطنين حول أهمية هذا النوع من التبرع الذي يساهم بصورة كبيرة في إنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من قصور كلوي. فبالرغم من الجهود المبذولة للوقاية من هذا المرض والتجند التام للعلاج القصور الكلوي والسعي وراء حلول عاجلة لتمكين المرضى من العيش حياة طبيعية، فإن هناك نقائص تسجل خصوصا غياب الوقاية ومتابعة هذا المرض ونقص المتابعة الصارمة للمريض الذي يخضع لعملية تصفية الدم. من جهة أخرى، تطرق المتحدث أيضا إلى عدم التوصل إلى عملية تصفية الدم خاصة بالنسبة للأطفال وغياب تنظيم مناسب وميثاق المريض المقيم بالمستشفى، ما يعرقل كل آفاق زرع الكلى حسب قوله. ودعا ممثلو الفيدرالية المسؤولين المعنيين في وزارة الصحة إلى تقييم الفوارق بين الواقع ومعايير التكفل المعتمدة في معالجة النقص الكلوي، مطالبا بمباشرة دراسة حول آفاق مكافحة هذا الداء من حيث الوقاية والمعالجة. بطاقة تبرع لكل راغب ألحت الفيدرالية الوطنية لمرضى الكلى على ضرورة سن قرار مشترك بين وزارة الصحة والداخلية، لتنظيم عملية التبرع بالأعضاء، وحمايتها من المتاجرة بها، وكذا خلق بطاقة صحية لكل مواطن متطوع وتثبيت حالات التبرع بالأعضاء على بطاقة التعريف الوطنية، ويتكفل بالعملية جهاز وطني على مستوى وزارة الصحة. وهي خطوات قيمة تمكننا من تنظيم عملية التبرع بالأعضاء بشكل جيد، كما تضمن لنا إيصال العملية التحسيسية بشكل أفضل لكافة المواطنين وجعلهم يتقبلون فكرة التبرع بأعضاء من يتوفون من أقاربهم في حالة وفاتهم سريريا. ونوه أعضاء الفيدرالية بالمجهودات التي تبذلها الدولة في هذا المجال حيث عادت الجزائر من جديد لتشجيع مبادرات زرع الأعضاء، إذ تقوم حاليا باستقدام الأعضاء البشرية من الخارج لإنقاذ حياة المرضى. المطالبة بتكثيف عمليات التحسيس طالبت الجمعية بحملة تحسيسية وطنية على غرار حملات التبرع بالدم، بإشراك كل موظفي قطاع الصحة المقدر عددهم ما بين 180 إلى 200ألف موظف، بينهم 40 ألف طبيب وجراح، بإمكانهم التأثير على عدد كبير من المواطنين وتوعيتهم بأهمية التبرع بالأعضاء البشرية. بالموازاة مع ذلك تدعو ذات الجمعية إلى فتح نقاش وطني علمي وديني مع كل فعاليات المجتمع المدني، ولاسيما في ما يخص موقف الشرع من تبرع وزرع أعضاء الموتى للأحياء. وهي خطوات تستطيع الفيدرالية بفضلها الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المواطنين وتحسسيهم بأهمية التبرع في إنقاذ حياة العديد من المرضى في مختلف ولايات الوطن.