يشارك أزيد من 38 عارضا في الطبعة الخامسة للصالون الدولي للصناعات البلاستيكية والمطاط والذي يحتضن الطبعة الأولى للصالون الدولي للأنابيب والقنوات بمشاركة تسع دول أوروبية عرضت آخر منتجاتها الخاصة بالصناعات البلاستيكية وقنوات التوصيل الإسمنتية والبلاستيكية.. ويسعى منظمو هذين الصالونين إلى جلب انتباه الفاعلين الجزائريين إلى ضرورة الاهتمام بقطاع البلاستيك وإيلائه الأهمية اللازمة من خلال توجيه الشباب المستفيد من دعم الدولة إلى الاستثمار في هذا القطاع الذي اكتسبت فيه الجزائر تجربة رائدة يزيد عمرها عن 40 عاما. وقد حضرت التجربة الجزائرية في الصالون الدولي للبلاستيك والمطاط من خلال تواجد عدد من المؤسسات التي عرضت خبرتها في هذا المجال، وعلى الرغم من غياب المسؤولين إلا أن العارضين الوطنيين تمكنوا من شد انتباه نظرائهم الأجانب الذين لم يتوقعوا المستوى الذي بلغته الصناعات البلاستيكية والمطاطية في الجزائر وهو ما أكده لنا الخبير والمختص في هذا المجال السيد ناعوم بن عمر، محافظ الصالون والذي قيم مشاركة المؤسسات الوطنية بالناجحة والمشرفة بعد أن عرفت منتجاتها نقلة نوعية كبيرة. ويشير السيد ناعوم إلى أن الإنتاج الوطني في مجال البلاستيك خرج من المقاييس العادية والكلاسيكية للمواد البلاستيكية والمطاطية المنتجة ليتخصص في المنتجات والمواد الدقيقة التي كنا في السابق نستوردها وهو ما يؤكد التطور الحاصل في صناعة البلاستيك الذي يعمل المستثمرون من اجل تطويره والنهوض به أكثر، خاصة والجزائر تتجه إلى فتح مصانع إنتاج السيارات وقطع الغيار مما يتطلب استثمارا واسعا في صناعة البلاستيك والمطاط والذي يدخل في أغلب الصناعات والتخصصات. وحسب محدثنا، فإن أهمية قطاع الصناعات البلاستيكية والمطاطية تنطلق من حيث الخبرة التي اكتسبتها بلادنا عبر السنوات الماضية وتحديدا منذ 40 عاما، كما أن الجزائر استثمرت في المادة الأولية التي تدخل في الصناعات البلاستيكية والمطاطية على غرار مصنع ''البوليتيلان'' في سكيكدة ومصنع إنتاج مادة ''الفورنيكا'' بأرزيو وذلك منذ سنوات السبعينيات وهذا عامل يؤهلها لتبؤ مكانة هامة في مثل هذه الصناعات سواء على المستوى الوطني أو الجهوي. وإلى جانب ذلك فإن توجه السلطات العمومية نحو فتح مصنعين لإنتاج المواد البيتروكيماوية بأرزيو يستدعي تشجيع فتح مصانع لاستغلال هذه المواد في صناعة المواد البلاستيكية، ومن هنا جاء شعار هذا الصالون لتشجيع إنشاء وفتح مؤسسات شبانية مختصة في إنتاج البلاستيك والمطاط من خلال استغلال فرص استثمار التي تتيحها السلطات العمومية عبر مشاريع دعم تشغيل الشباب وغيره في خطوة يصفها السيد ناعوم بن عمر بالهامة لتوجيه اهتمامات المستثمرين الجدد نحو اختصاصات جديدة تدخل في صميم توجهات الدولة لتطوير الاقتصاد. وتقدر الطاقة الوطنية في إنتاج البلاستيك بنحو 110 آلاف طن سنويا وهي كمية قليلة قياسا بإمكانيات الجزائر. وقد شجعت هذه الوضعية الإنتاجية المحدودة على بروز العديد من شركات الاستيراد ومكاتب الربط بين اكبر المجمعات الكيميائية العالمية ومنتجي مادة ''البوليمار'' وهي المادة الأساسية التي تدخل في صناعة البلاستيك بالإضافة إلى مصانع التحويل لتغيب كليا مصانع إنتاج البلاستيك رغم توفر المادة الأولية وكذا معاهد التكوين علما أنه منذ 1970 تم فتح وحدة واحدة للتكوين والبحث في البتروكيمياء والبوليمار على مستوى جامعة بومرداس وقد ساهمت هذه الهيئة في تكوين وتخرج غالبية المهندسين والمختصين في مجال البلاستيك-.