هذا عنوان فيلم وثائقي عن سفينة سيدنا نوح عليه السلام، وهو من أفضل الأفلام التي صورت في الموضوع وحاولت الاقتراب بقدر الإمكان من التاريخ الحقيقي لما حدث قبل آلاف من السنين. العالم الذي قام بالبحث والتنقيب عن المكان الذي رست به السفينة ينتمي في حقيقة الأمر إلى عالم الطب وليس إلى عالم الأثريات وقد أمضى ما يقارب عقدا من الزمن وهو ينقب ويوازن بين العناصر التاريخية والأثرية المتوافرة بين يديه، كل ذلك انطلاقا من صورة التقطت من علو 10 آلاف قدم لجبل ''آرارات'' الواقع في الجانب الشرقي من تركيا، حيث يفترض أن سفينة النبي نوح رست فيه. وأيا ما كان الأمر فإن الحقيقة التاريخية والدينية لم تثبت بشكل قاطع على الرغم من أن السلطات التركية احتفت بالكشف الأثري على الرغم من أن صاحب هذا الكشف اقتنع بما توصل إليه. لقد أمضى بضع سنوات وهو يجتهد لكي يحدد موقع السفينة عند أصل جبل آرارات الذي يتجاوز ارتفاعه 4000 متر والذي يظل مكللا بالثلوج على مدار العام، واستند الباحث على ما جاء في الأناجيل وعلى الأساطير والحكايات التي يرويها أهل المنطقة وجمع بينها وبين الدلالات الأثرية التي صورت في عين المكان لكنه لم يشر ولو مرة واحدة إلى ما جاء في القرآن الكريم من أن سفينة نوح عليه السلام رست على الجودي. والسؤال المطروح هو التالي: هل يعد هذا الكشف الأثري أمرا مقبولا وصحيحا على الصعيدين الديني والعلمي؟ يقول الباحث إن تحليل العينات من بقايا ما يمكن أن يمثل سفينة نوح يدلل على أن الطوفان الذي تشير إليه مختلف التواريخ والحكايات المتداولة في عين المكان يعود إلى ما قبل 4800 سنة وذلك بتحليل بعض البقايا وتأريخها بواسطة الكربون 14 . الباحث مقتنع بأنه توصل إلى الحقيقة، لكن هناك فريقا من الخبراء اليابانيين جاؤوا بعده ووضعوا علامة استفهام كبيرة على هذا الكشف. كل ذلك يحيل على الحقيقة التالية وهي أن الكشوف الأثرية فيها الكثير من الأخذ والرد تماما كما يحدث اليوم بخصوص أهرامات مصر، فهناك من يزعم إلى يومنا هذا بأن هذه الأهرامات مصدرها سماوي مدللا على ذلك بأنها مبنية وفقا لتشكيل هندسي مرتبط ببعض الأجرام السماوية. والغريب في الأمر كله هو أن هناك تناقضا صارخا بين مثل هذا الكشف الأثري وما يقول به علماء السلالات البشرية فالبعض منهم يعودون بتاريخ وجود الكائن البشري على سطح هذا الكوكب إلى ما قبل ملايين السنين في حين أن الكشف الأثري لسفينة نوح لا يكاد يتوغل بنا لأكثر من 5000 سنة. فأين هي الحقيقة المثلى في هذا الشأن وهل سيطلع علينا علماء آخرون لكي يحاولوا إثبات حقيقة أخرى في هذا الموضوع ؟