اجتاحت العباءة المغربية بمختلف أشكالها وألوانها الشارع الجزائري خلال الفترة القليلة الماضية لتنافس العباءة الخليجية بقوة، وتقدم شكلا جديدا مغاربيا اِرتاحت له السيدات من مختلف الأعمار، فإذا كانت العباءة الخليجية تجذب الفتيات بقوة، فإن العباءة المغربية اِستطاعت أن تتوافق مع كل الأعمار والفئات الإجتماعية أيضا نظرا لخصوصياتها الجمالية والعملية، حيث شاعت في العديد من الأسواق الوطنية على غرار سوق القيصرية، مغنية ومرسى بن مهيدي بتلمسان، سوق ميسوني وساحة الشهداء بالعاصمة. فبعدما كانت العباءة الخليجية بمختلف أنواعا الفراشة، الخفاش وعباءة السّاتان المخصّرة المعروفة بجاذبيتها وإخفائها لعيوب الجسم تلْقى رواجا منقطع النظير وسط الفتيات والسيدات، خاصة في فصل الصيف وعند الخروج للأعراس، بحيث ترتديها السيدة كفوقية تخفي من تحتها ملابس الأعراس الفاتنة، علاوة على أنها تعطي المرأة شعورا بالراحة والتميز خاصة أنها جاءت في موضة هذه السنة برسوم مختلفة أغلبها مستوحى من الزخرفة المزدوجة بالعقاش، وأشكال الورد والفراشات ورموز الجيفنشي المنقوشة على الذهب، إلا أن غلاء أسعار الموديلات المميزة من العباءات جعلها في غير متناول الجميع، حيث بلغ سعر بعض العباءات 30000دج وأكثر لدى بعض المحلات التي تجتهد في تقديم آخر الموديلات التي جادت بها أنامل المصممين الخليجيين والعالميين في هذا المجال. جاء دور الجلابيات المغربية هذه السنة، حيث شاع وذاع صيتها مؤخرا، فالجدير بالذكر أن مختلف أنواع الجلابيات المغربية أحادية القطعة أو ذات القطعتين؛ السروال والفوقية، والجلابية ذات الربع، كم استطاعت أن تجد مكانا وسط الفتيات والسيدات على وجه سواء، نظرا لخصوصياتها الكثيرة على غرار الفعالية والجاذبية التي تتميز بها بعض الأنواع نظرا لألوانها الحيوية أو الهادئة وشكلها المتناسق مع شكل الجسم، كما أن صاحبتها غير مضطرة لحمل حقيبة اليد، إذ يكفي أن تحمل حمالة الصرف لتكون الأناقة مكتملة. وقد استطاعت الجلابية المغربية أن تخدم حاجيات المرأة المحجبة وغير المحجبة أيضا كونها تضمن الحشمة والوقار، كما عرضت بتصميمات عصرية بأكمام قصيرة وربع الكم أيضا، علاوة على ألوانها الزاهية والمتماشية مع كل الأذواق وبخامات مختلفة منها؛ الحريري، الخيط ،القطن، الخيط الممزوج بالحرير والقطيفة وصولا إلى الجلابية المطاطية ولكل نوع خاصيته وسعره، إلا أن الأمر الهام هو أن ثمن الجلابية المميزة ذات الألوان الجذابة والطرز العصري والتقليدي في حدود 7000دج، في حين بلغ سعر بعض الموديلات الجديدة الخاصة بصيف2011 سعر 9000دج، وهي جلابية القفطان المصنوعة يدويا بطرز المسلول، حيث أبدعت أنامل الحرفيات المغربيات في تحضيرها لأن أغلبها مستورد من المغرب العربي. وقد عرض بعض أصحاب المحلات بالعاصمة وبقلب سوق القيصرية بتلمسان ومغنية وكذا مرسى بن مهيدي- البورصي- بالحدود الجزائرية المغربية، تشكيلات مختلفة من الجلابيات التي تدغدغ مركز الأناقة في قلوب عاشقات الموضة والتمييز، بألوان الورد، الحياة والجمال، وما على السيدة سوى اختيار اللون الذي يناسب ذوقها، حيث عُرضت بأسعار أقل من المعروضة في العاصمة اِبتداء من 2500دج، وهو الأمر الذي يفسر إقبال الزوار والسياح على اقتناء تلك الجلابيات والساقات - ذات القطعتين السروال والفوقية- زاهية الألوان والمطرزة بخيوط الذهب والفضة والألوان المذهبة على غرار الأخضر الفاتح، الأحمر والبرتقالي المذهب أيضا من أماكنها، حيث أشار مهدي -بائع الجلابيات- بسوق القيصرية بتلمسان إلى أن إقبال السيدات كبير على الجلايبات خاصة نساء الغرب الجزائري كونهن يجدن راحة كبيرة في اِرتداؤها، فهي عملية وتنزع عنهن عناء سؤال ماذا أرتدي اليوم، إذ يمكن للسيدة اِرتداءها على مدار الشهر دون أن تشعر بالحرج من تكرار ذلك، أو يمكنها اقتناء جلابتين للتغيير، يقول: ''هناك أنواع وأشكال مختلفة للجلابيات اِبتداء من سعر 3000دج وصولا إلى 10000دج، وهي الجلابية الرائعة المخاطة باليد والمزركشة بنوع خاص من الكوردون المغاربي الخشن أو الرفيع باهظ الثمن، والذي يشكل 70 بالمائة من جمال الجلابية، حيث يعطيها شكلا خاصا يختلف عن باقي الجلابيات المقلدة. ولم يقتصر الإقبال على الجلابية المغاربية على الغرب الجزائري فقط، إذ ازداد الإقبال عليها تماشيا مع فعاليات تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، إذ انتعشت التجارة في المنطقة التي أصبحت تستقطب السواح من أبناء الجزائر والضيوف الذين يفضلون شراء بعض الهدايا لذويهم، وغالبا ما يبحث هؤلاء عن القطع الأصلية وليست الصينية المقلدة، بحيث أصبح لدى الزبائن وعي خاص وإدرك بالقطع المغاربية والأخرى الصينية الصنع، حيث عرف سوق ميسوني بالعاصمة إقبالا كبيرا للسيدات على هذه القطع المغاربية خاصة ''الصاقات'' الطويلة والشبيهة بالجلابية ذات القطعتين بزخرفتها وتصميمها المغاربي الجذاب المستقى من الزخارف والطبيعة النباتية، علاوة على طاقم السندباد، وهي قطعة شبيهة بلباس سيدات قصص ألف ليلة وليلة يعتمد عليها في الأعراس والمناسبات، بحيث تظهر الفتاة في شكل بسيط جذاب. أشار عبد الفتاح بائع أحذية بسوق مرسى بن مهيدي إلى أن الأحذية والنعال الجلدية الجميلة وخاصة المغلقة من الأمام، عرفت رواجا كبيرا هذا الصيف من طرف عاشقات الجلابة أو من اِرتدين القفطان في الأعراس أو في التصديرة، مشيرا إلى أن الألوان التي احتلت الصدارة من حيث الإقبال عليها الفضي بالدرجة الأولى، ثم الأسود والأبيض، علما أن سعرها ينطلق هناك من 1200دج. سوق المدينةالجديدة بوهران أيضا عرضت به تشكيلات مختلفة للجلابيات إلا أن منها أنواع مختلفة عن شبيهاتها بتلمسان أو العاصمة، حيث تمتاز الجلابية الوهرانية بقطعة من القماش بشكل مثلث على الظهر مطروز الحواف، وليس القلمونة، المعروفة في الجلابية المغاربية، وقد عرضت بأسعار في متناول الجميع وبألوان زاهية من خامة الحرير المطاطي اِبتداء من سعر 1500دج، منها البنفسجي الفاتح، المهوجاني، الأسود المطرز بالأحمر. وأوضحت مصممة الأزياء ''وفاء.م'' أن الإقبال الكبير للسيدات على الجلابية يرجع لخصائصها الجمالية وألفة الجزائريات لها، علاوة على ظهورعارضات الموضة بها وتألقهن من خلال استعمال القلمونة على الخمار ليشكل الطرز الموجود بها شكلا مبدعا، زيادة على ألوانها المختلفة بين الهادئة جدا والحيوية التي تعكس شخصية صاحبتها، حيث تزيدها جمالا وأناقة خاصة أن منها أنواعا مخصرة وهو الأمر الذي تنشده الكثيرات، وتضيف قائلة: ''أنا شخصيا اِستقبلت الكثير من الزبونات اللائي أحضرن لي جلابياتهن حتى أضفي عليها بعض التغيرات لتصبح على المقاس أي مخصرة .100 ولإكتمال الأناقة والجاذبية، غالبا ما تقتني السيدات أشكالا وألوانا مختلفة من النعال المتماشية مع لون الجلابية، حيث عرضت المحلات هنا وهناك أشكالا مختلفة للنعال الجلدية والمصنوعة من ''الدان''، منها ماهو مسطح ومغلق على مستوى الأصابع، وآخر بكعب عال توجد به فتحة عند الأصبع الكبير للقدم، وغالبا ما تفضل السيدات إرفاق هذا التناغم التقليدي بروح عصرية كالإستعانة بحقيبة يد كبيرة تضع فيها مقتنياتها من التسوق.