نظمت مؤخرا عيادة التوليد ''تازي فاطمة'' المتواجدة بحي اللوز بوهران وإلى غاية 19 من الشهر الجاري، فعاليات الأبواب المفتوحة الخاصة بالرضاعة الطبيعة، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي للمناسبة. وتهدف هذه الأيام التحسيسية والإعلامية إلى تحفيز الأمهات على الرضاعة الطبيعية التي لها مزايا ومنافع عديدة للأم والرضيع على حد سواء، حسب ما أوضحته السيدة سبع رحمونة، قابلة وصاحبة مشروع الرضاعة الطبيعية بوهران. وينشط هذه الفعالية فريق طبي يضم أطباء مختصين في أمراض الأطفال، أطباء نفسانيين وقابلات وكذا أطباء عامين ومرشدة دينية، حيث سيقدمون طيلة هذه الأيام مداخلات ومحاضرات تصب حول أهمية الرضاعة الطبيعية والقيمة الغدائية للحليب الكامل للرضيع، والعلاقة الحميمية التي تنشأ بين الأم والرضيع منذ اليوم الأول لولادته، حيث أشار الأستاذ بوشريط مختص في أمراض النساء و التوليد بالمستشفي الجامعي بن زرجب بوهران، أن آخر دراسة أمركية أثبتت أن الرضاعة الطبيعية تنقص من نسبة الوفيات عند الأطفال بنسبة 20 بالمائة، كما أنها تقي الطفل من الأمراض المزمنة، على غرار مرض السكري وحساسية الأمعاء للعجائن، ويزيد كذلك من فعالية التلقيح الذي يأخذه الطفل، علاوة على أنه إقتصادي إذا إعتبرنا أن الرضيع منذ الشهر الأول لولادته حتى سنة واحدة يستهلك 80 علبة حليب إصطناعي بتكلفته المرتفعة. كما لا تقتصر مزايا الرضاعة الطبيعة على الطفل لوحده بل تشمل الأم المرضعة أيضا، فقد أوضح الدكتور بوشريط أن خلال فترة الرضاعة تقوم الهرمونات بتقلصات داخل الرحم تنقص النزيف الذي تتعرض له الأم بعد الولادة، مما يجنبها الإصابة بفقر الدم، كما تحميها من الإصابة بسرطان الثدي والرحم، حيث أثبتت الدراسات أن نسبة الإصابة بالمرض تتقلص إلى 50 نسبة بالمائة إذا أرضعت الأم مدة 18 شهرا، كما أن الرضاعة الطبيعية تساعد في حماية الأم من هشاشة العظام، فخلال فترة الرضاعة تتجدد عند الأم المرضعة مادة الكالسيوم التي تدخل في تركيبة حليب الأم الطبيعي. من جهتها، أكدت السيدة سبع أن جميع الأمهات اللائي يقصدن العيادة من أجل الولادة يرضعن أولادهن طبيعيا، كما أن هناك متابعة دورية لهن لحثهن على الإستمرار في الرضاعة الطبيعية التي وجدت إستجابة واسعة.