شهدت مراكز التوليد عبر الوطن، خلال الأسبوع الماضي، فعاليات الأبواب المفتوحة للتحسيس بأهمية الرضاعة الطبيعية تزامنا مع أسبوع الرضاعة الطبيعية الذي امتد من 05 إلى 12 نوفمبر، تحت شعار ''أسبوع المبادرة للمستشفيات أصدقاء الرّضع''. ذكرت السيدة عقلية قروش، رئيسة جمعية القابلات الجزائريات، أن حملة أسبوع الرضاعة الطبيعية يهدف بالدرجة الأولى إلى إشعار الأمهات خاصة المقبلات على الوضع بأهمية الرضاعة الطبيعية وقدرتها على حماية الرضيع من العديد من الأمراض عن طريق تقوية مناعته الجسمانية. وأضافت السيدة قروش أنه يتوجب تقديم حليب الأم للمولود الجديد خلال نصف الساعة الأولى التي تلي الولادة، مؤكدة أن الجرعات الأولى لحليب الأم تعتبر أول لقاح فعال يتلقاه الرضيع، إذ يكسبه مناعة معتبرة ويقيه عديد الأمراض. مضيفة أن الرضاعة الطبيعية تساهم في الحد من وفيات الأطفال، حيث يعتبر حليب الأم في حد ذاته دواء للرضع المرضى أو المولودين قبل الأوان. وتضيف السيدة قروش انه يجب على القائمين على مصالح الولادة خاصة القابلات إقناع الأمهات بإرضاع صغارهن، مع إدماج دروس حول أهمية الرضاعة الطبيعية ضمن المقرر الدراسي، وحث الأئمة والمرشدات على تقديم دروس حول هذا الموضوع كما يجب عليهم إدراجها ضمن خطبهم، وحث المصليات من النساء والفتيات المقبلات على الزواج على عدم التفريط في الرضاعة الطبيعية التي يمكنها أن تحد وأن تساهم في التقليل من الكثير من الأمراض التي يمكن أن تصيب الطفل خاصة في الشهور الأولى التي تلي الولادة، وهو ما يستدعي تقربا أكثر من الأمهات خاصة في المساجد والأماكن التي تعرف توافدا للنساء لمنحهن معلومات وافية عن أهمية الرضاعة. 93 بالمائة يعتمدن الرضاعة المختلطة بينت نتائج تحقيق أنجزه المعهد الوطني للصحة العمومية بالتنسيق مع مكتب منظمة الأممالمتحدة للطفولة بالجزائر، أن 70 بالمائة من النساء المستجوبات يعرفن أنه بالإمكان تغذية الرضيع من ثدي أمه فقط، إلى جانب اطلاعهن على أن حليب الأم يضمن نمو الرضيع ويقي الأم من عديد الأمراض. ورغم ذلك لم تبلغ نسبة الرضاعة الطبيعية بالجزائر سلم المقاييس المتفق عليها عالميا، حيث لم تتعد ال07 بالمائة بينما مثلت نسبة 93 بالمائة النساء اللواتي اعتمدن الرضاعة المختلطة، في حين بلغت ذات النسبة عبر عديد دول العالم ال38 بالمائة. أما عن مساهمة السلك الطبي وشبه الطبي في توعية المرأة الحامل بأهمية اعتمادها على الرضاعة الطبيعية من خلال ذكر فوائدها، فأكدت نتائج التحقيق أن أغلبية النسوة المستجوبات أكدن أن معلوماتهن الخاصة بأهمية الرضاعة الطبيعية مستقاة فقط من الوسط العائلي وقليلا ما يتم تحصيلها من الوسط الطبي أو غيره، وهو ما يحتم على وزارة الصحة إعطاء تعليمات للمرضين وأطباء النساء والتوليد والقابلات على التقرب أكثر من النساء الحوامل وحثهن على تقديم الحليب الطبيعي لأولادهن دون الرجوع إلى الحليب الصناعي الذي كثيرا ما يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية كبيرة لأطفالهن الرضع. ويبقى التحسيس بأهمية الرضاعة الطبيعية مطلبا ينادي به المختصون في كل مناسبة خاصة مع ابتعاد العديد من الأمهات عن الرضاعة الطبيعة خاصة العاملات منهن.