تعرّف الجمهور التلمساني في الفترة الممتدة بين 23 إلى 26 نوفمبر الجاري، على بعض الجوانب التي تزخر بها الثقافة الهندية، لاسيما الجانب الإسلامي منه، وسجّلوا حضورا قويا بقصر الثقافة إمامة لمتابعة أطوار الأيام الثقافية الهندية المشاركة في إطار ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، إذ تميّزت المشاركة الهندية بمعرض للصور وفن الخط العربي، وتلاوة القرآن، إلى جانب الرقصات الصوفية التي أدتها فرقة الرقص الشعبي ''راني خانام''. وحضر الفعاليات السكرتير الأوّل لسفارة الهند بالجزائر السيد روي اشتوش نيابة عن السفير، والمنسق العام لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' السيد عبد الحميد بلبليدية، والمدير الولائي للثقافة السيد ميلود حكيم. وأشار السيد روي أشتوش إلى أنّ الهند سطّرت برنامجا غنيا يعكس موروثها الثقافي الإسلامي، ليكتشفه الجمهور التلمساني ويتعرّف على الثقافة الإسلامية الهندية على مدار ثلاثة أيام، وذلك بالاعتماد على فرقة الرقص الكلاسيكي الصوفية ''راني خانام'' بقيادة رانيكا خانام التي تترجم مناجاة الله في حركاتها الروحية، بالإضافة إلى تلاوة آيات بيّنات من القرآن الكريم للمقرئ محمد بابا محي الدين، إلى جانب عرض صور خاصة لأشهر المعالم التاريخية الإسلامية بالهند للمصور الفوتوغرافي بينوي كباهل، ومعرض للخط العربي للخطاط صديقي أنيس. وأضاف المتحدث أنّه تمّت برمجة، كمسك الختام، فيلم ''جودا أكبر'' الذي يجسّد الصراع القائم بين الملك المغولي المسلم جودا أكبر والهندوس. من جانبه، قال مدير الثقافة لولاية تلمسان السيد ميلود حكيم، خلال الافتتاح الرسمي للأيام الثقافية الهندية، إنّ الحضارة الإسلامية والحضارة الهندية تبادلتا التأثير والتأثّر وساهمتا إلى جانب بعضهما البعض في إثراء تاريخ البشرية بأهم إنجازاتها التي تعدّ مفخرة للإنسانية، مؤكّدا أنّ عناق الهند للإسلام أنتج أجمل إبداع في التحف المعمارية والهندسية، أبرزها المعلم المعروف ''تاج محل''، الذي يعدّ واحدا من عجائب الدنيا التي بقيت مشرقة على مرّ التاريخ. وبخصوص معرض الصور، اهتم الفنان بينوي كباهل بمهمة التعريف بالعمارة الإسلامية الهندية من خلال عرضه ل 45 صورة فوتوغرافية من بينها صور لتاج محل، الذي شيّد في القرن17 ومسجد ''فاتح بور سيكري'' الذي يعود بناؤه للقرن 16 ومنارة ''قطب منار'' التي تعود لأوائل القرن الثالث عشر سنة .1206 وأبدعت الراقصة رانيكا خانام في عرضها لرقصة ''كلا واتي راد''، وهي رقصة ثنائية تستخدم فيها القدمين، حيث تتحرّكان على وقع الإيقاعات الموسيقية الهندية المرتبطة بالتراث الشعبي، إلى جانب رقصة ''تار اشك اشاي'' الباكستانية من منطقة البنجاب التي تمثّل مجموعة من الأشعار أنشدتها الفرقة الصوتية الرجالية المتكوّنة من أربعة أفراد، وتصبّ هذه الرقصات في إطار الرقص الصوفي في مناجاة الله وهي عبارة عن رقصات روحية تجسد علاقة الفرد بربه من خلال الحركات الإيمائية المصحوبة بموسيقى روحية صرفة. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: دليلة مالك