أكد أعضاء من الجمعية الجزائرية لمحو الأمية ''اقرأ'' في حديث مع ''المساء''، أن الأمية ما تزال تتربص ببعض الجزائريين وبالخصوص المرأة والشباب كذلك، وكشفوا بالمقابل أن جهودا معتبرة قد سخرت وما تزال لمحاربة هذه الظاهرة. مع الإشارة إلى أن نتائج إيجابية قد تحققت منذ تأسيس هذه الجمعية الوطنية التي تشير أرقامها إلى استفادة أكثر من 5,1 مليون شخص في الجزائر من محو الأمية؛ من بينهم أكثر من 960 ألف امرأة، وهذا منذ 1990 تاريخ نشأة الجمعية. تحتفل الجزائر يوم الثامن جانفي، كسائر الأقطار العربية، باليوم العربي لمحو الأمية. فقد تم في مثل هذا اليوم من عام 1996 إنشاء الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار تحت راية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وقد ساهم هذا الجهاز في التحسيس والتوعية بمشكلة الأمية وأخطارها السلبية على الفرد والمجتمع، خاصة المجتمعات العربية التي لا زالت تعاني عدة هزات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية من أسبابها النسبة العالية من الأمية، إذ تشير الأرقام إلى أن نسبة الأمية بالعالم العربي قد قدرت ب 70 مليونا، أي ما يعادل أكثر من 30 % من مجموع 240 مليون نسمة من سكان المنطقة العربية. وتشير المعطيات إلى أن الجزائر لم تسلم من هذا الداء، ولم تتخلص بشكل نهائي من هذه الآفة الناجمة عما عانته البلاد من ويلات الاستعمار الذي اتبع سياسة التجهيل على مدار قرن ونصف، وكان نتاج ذلك وجود 7 ملايين أمي من بينهم 4 ملايين امرأة. وبالرغم من المجهودات المبذولة لمحاربة هذه الآفة الاجتماعية، إلا أن نسبة الأمية ما تزال مرتفعة، فقد انخفضت إلى حدود 31 ? عام ,2002 بعدما كانت تصل إلى 85 ? بُعَيْد الاستقلال، إلا أنه ما يزال هناك الكثير لفعله للقضاء نهائيا على الآفة، ولا ريب من تحقيق ذلك خاصة وأن الجزائر تنفق بسخاء على التعليم ورعاية المتعلمين. ويحتم الطموح لتخفيض هذه النسبة، بحسب رسالة وجهها رئيس الجمهورية لجمعية ''اقرأ'' بمناسبة مرور20 سنة عن تأسيسها السنة الماضية، إعادة النظر في المناهج المعتمدة وفي تفعيل آليات أخرى بإمكانها أن تلعب دورا إيجابيا. كما يتعين الإستفادة من التجارب الناجحة لدى الأمم الأخرى والتعاون مع المنظمات والهيئات الدولية المتخصصة في شؤون التربية والتعليم. 2012 2001 عشرية محو الأمية أقرت منظمة الأممالمتحدة أن 2001-2012 هي عشرية محو الأمية بعد أن لاحظت أن عدد الأميين يتجاوز ال200 مليون نسمة، يشكل الأطفال والنساء أكثر من نصف هذا العدد. وفي هذا الإطار، فإن الجزائر سعت جاهدة لتحقيق الأهداف المرجو تحقيقها في هذه العشرية التي تحمل شعار ''محو الأمية للجميع، حق التعبير للجميع، حق التعليم للجميع''، ومن ذلك، اعتماد منظومة تربوية متماسكة تراعي الخصوصيات وتنفتح على العالم، وضمان أوسع في مجال حرية التعبير والقضاء على مظاهر التخلف الثقافي والفقر والبطالة وكذا تطبيق برامج فعالة في ميادين الفلاحة والصحة والوقاية، وهذا من شأنه دفع المجتمع إلى الأمام ويقلص بشكل ملحوظ نسبة الأمية في الجزائر وفي العالم العربي. وتشكل مساهمة المجتمع المدني بمختلف تنظيماته واختصاصاته وكذا كل الهيئات الحكومية المعنية شكلا آخر لإنجاح برنامج محو الأمية في الوطن، وذلك من خلال استراتيجية شاملة تمس كل القطاعات وكل الميادين. تبرز هنا جمعية ''اقرأ'' كطرف فعال لتحقيق بعضا من هذا المسعى، وهي جمعية وطنية ذات طابع تربوي وتثقيفي وتكويني وخيري. جدير بالاشارة أن هدف الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية التي دخلت عامها السادس من التنفيذ يكمن في القضاء على الأمية مع نهاية ,2016 وذلك بوتيرة سنوية مبرمجة مع توفير كل ضمانات النجاح اللازمة لتحقيق الأهداف السنوية والإستراتيجية في آجالها المحددة، وفي مقدمة تلك الضمانات التمويل الكافي من خلال رصد ميزانية سنوية.