أحصت مختلف المصالح المكلفة بالتشغيل والأمن والحماية المدنية بولاية وهران ما لا يقل عن 1800 حادث عمل خلال السنة المنصرمة وقعت أغلبيتها على مستوى ورشات البناء. وحسب مصالح الاستعجالات الطبية على مستوى المستشفى الجامعي بوهران، فإنه يتم أسبوعيا تسجيل ما بين 15 و20 حادث عمل، توجه بعد الإسعافات الطبية الأولية إلى مختلف المصالح الأخرى حسب درجة الخطر والإصابة، الأمر الذي جعل الأطباء يدقون ناقوس الخطر خاصة وأن غالبية هذه الحوادث تقع على مستوى ورشات البناء أو الأشغال العمومية كما أن سن العمال الذين يتعرضون لهذه الحوادث يتراوح ما بين 25 و50 سنة وهو ما يعرضهم لعاهات مختلفة وإعاقات دائمة في غالبية الأحيان، مما يضطر هؤلاء المصابين إلى القيام بعمليات جراحية مكلفة جدا إلا أنه في العديد من المرات يلقى المصابون حتفهم ويتركون وراءهم يتامى وأرامل. وحسب الأخصائيين، فإن الأسباب الرئيسية لوقوع هذه الحوادث هو انعدام أوقلة وسائل الحماية وعدم الاهتمام بالإجراءات الأمنية الضرورية وهو ما يمكن ملاحظته بالعين المجردة عند زيارة أي ورشة بناء، حيث لا يملك العمال أية وسيلة من وسائل الوقاية الضرورية كالخوذة على سبيل المثال لا الحصر، كما أن الكثير من البنائين تجدهم معلقين على سلالم غير آمنة وهم يؤدون عملهم في ظروف صعبة للغاية. ورغم التحذيرات الشديدة التي توجه لأرباب الورشات من طرف مفتشي العمل من أجل إعطاء الأهمية اللازمة للإجراءات الأمنية وتحسين ظروف العمل، فإنها تبقى حبرا على ورق ويبقى العامل البسيط معرضا في أي لحظة لخطر الموت الذي قد يباغته عند أي هفوة أو خطإ غير متعمد يلقى فيه حتفه أو يعيش بقية حياته بإعاقته، عالة على المجتمع وعلى أفراد عائلته.