تشهد ولاية قسنطينة هذه الأيام كباقي ولايات الوطن موجة برد وصقيع تسببت في اضطرابات كبيرة في الحياة اليومية للمواطن القسنطيني، حيث أدت الثلوج المتساقطة منذ يوم الجمعة الفارط إلى شل شبه كلي للعديد من الأحياء بالقرى والمداشر النائية وحتى أحياء كبرى بوسط المدينة، كما أدت إلى تأجيل لقاءي شباب ومولودية قسنطينة خلال الجولة الفارطة المبرمجة يومي الجمعة والسبت لحساب الرابطة الأولى والثانية لكرة القدم. وقد أدى تساقط الثلوج المتواصل إلى غلق العديد من الطرق خاصة الطرق الفرعية داخل الأحياء الكبرى كواد الحد، سيدي مبروك، ساقية سيدي يوسف، حي الصنوبر والأمير عبد القادر وحتى داخل وسط المدينة أمام غياب شبه كلي لمصالح البلدية وكاسحاتها التي لم يظهر عمالها إلا بأماكن محدودة. وشكلت أغصان الأشجار المتساقطة على جوانب الطرقات ديكورا مميزا في أغلب الأحيان كالطريق الرابط بين أحياء قسنطينةالشرقية ووسط المدينة مرورا بحي الصنوبر إلى جسر سيدي راشد، طريق الصومام بين حي بوالصوف وملعب الشهيد حملاوي، دون أن تتدخل مصالح البلدية لإزالة هذه العوائق. وحتى الطرق الرئيسية التي سلمت من الثلوج والتي تم فتحها بواسطة السير الكثيف للمركبات، كانت عرضة للغلق ومسرحا لاحتجاجات المواطنين الغاضبين من غياب مؤسسات سياكو وسونلغاز عن أداء مهامها، حيث عبر العديد من المواطنين عبر مختلف أنحاء الولاية عن تذمرهم من انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من ثلاثة أيام على غرار أحياء واد الحد، بن تليس، الصفصاف والصنوبر، بحيث قاموا بقطع الطريق المؤدي إلى وسط المدينة من الجهة العلوية وكذا الطريق السريع المحاذي لملعب الشهيد حملاوي. نفس الشيء قام به سكان حي الأقواس الرومانية بسبب غياب قارورات غاز البوتان، ونفس الأمر دفع سكان قايدي لقطع الطريق الرابط بين حي بكيرة وبلدية حامة بوزيان. كما عرف حي سيدي مبروك وساقية سيدي يوسف وكذا واد الحد غياب الماء عن حنفياتهم لعدة أيام رغم اتصالهم بشركة سياكو المسؤولة عن تسيير الماء بقسنطينة دون جدوى. كما قطع تجار سوق الجملة للفواكه والخضر بالمنطقة الصناعية، نهار أول أمس، الطريق السريع بالقرب من مركز الفروسية بحي بوالصوف منددين بعمليات السرقة التي طالت محلاتهم خلال اليومين الفارطين دون تحرك الجهات المعنية. وأمام هذه الوضعية لم يلتحق العديد من العمال بعملهم مثلما حدث بالوكالات التجارية لاتصالات الجزائر بحي الكدية وكذا أغلب المؤسسات التربوية التي دخلت في عطلة غير رسمية تاركة المجال أمام التلاميذ للاستمتاع باللعب وسط الثلوج المتساقطة، كما شارك في هذه العطلة غير الرسمية أصحاب حافلات النقل الجماعي وسيارات الأجرة تاركين المجال أمام سيارات الكلونديستان التي عمد أصحابها إلى المغامرة وسط هذه الظروف المناخية الصعبة لكسب بعض الأموال الإضافية من جهة، ومن جهة أخرى المساهمة في تنقل المواطنين إلى وسط المدينة التي شهدت عزوف أغلب التجار وأصحاب المحلات بها عن العمل.وقد استحسن المواطنون بقسنطينة مواصلة المخابز لعملها رغم تأثر الكثير منها بالانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي وكذا عمال ملبنة نوميديا التي وفرت الحليب لزبائنها.