سطرت شركة سوناطراك استراتيجية لاستثمار 15.8 مليار دولار خلال هذه السنة في مجال إنتاج النفط ونقله لتعزيز قدرات التصدير التي ارتفعت خلال السنة الماضية 2011 بنسبة 26 بالمائة بحيث بلغت قيمتها المالية 72 مليار دولار. كما سيتم الإبقاء على هذه الاستراتيجية ليبلغ حجم هذه الاستثمارات زيادة مستمرة كل سنة ليبلغ 60.8 مليار دولار بعد أربع سنوات. وقد أعلن السيد عبد الحميد زرقين الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك أن المجمع يسعى لزيادة استثماراته في مجال إنتاج ونقل المحروقات خلال هذه السنة، مع تخصيص نسبة 72 بالمائة من المبلغ المخصص للاستثمارات للنشاط الخاص الموجه لمرحلة التحضير للإنتاج، على أن توجه نسبة 22 بالمائة المتبقية لعمليات النقل بواسطة الأنابيب. على أن يتم رفع هذه الاستثمارات لتصل الى 60.8 مليار دولار في الفترة الممتدة الى غاية سنة .2016 علما أن هذه الاستثمارات لم تكن تتجاوز 12 مليار دولار في سنة .2011 وأشار الرئيس المدير العام للشركة الى مواصلة النشاطات التي انطلقت خاصة في مجال البحث والتنقيب على المدى المتوسط الى غاية عام 2016 بمعدل سنوي لاستكشاف 160 بئر سنويا. ووصف السيد زرقين في ندوة صحفية عقدها بمقر الشركة بحيدرة بالجزائر أمس وضعية شركته ب''الجيدة بتسجيلها لنتائج ايجابية'' وامتلاكها لمخزون يقدر ب4 ملايير طن. مشيرا الى أن الشركة سددت ما قيمته 3697 مليار دينار كجباية من عائدات المحروقات خلال السنة المنتهية مسجلة بذلك زيادة في هذا المبلغ مقارنة بسنة .2010 أما عن الإنتاج فذكر المسؤول بإنتاج 206 ملايين طن معادل المحروقات خلال السنة الماضية مثلت منها سوناطراك لوحدها إنتاج 148 مليون طن. وللاستجابة للطلب الداخلي قامت الشركة باستيراد 2.3 مليون طن من المحروقات بقيمة مالية قدرت ب2 مليار دولار وهو ما يمثل زيادة بنسبة 77 بالمائة مقارنة بالسنة التي سبقت .2011 وتمثلت هذه الواردات في المازوت والبنزين. وأضاف المتحدث بأن الجزائر ستلتزم بالقرار المتخذ في منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبيك'' فيما يخص الإنتاج خلال هذه السنة وذلك بإنتاج 1.202 مليون برميل يوميا. كما ستتميز هذه السنة بتقوية جهود الشركة في مجال نقل الغاز عبر القنوات بتشغيل أنبوب حاسي رمل، سكيكدة، القالة الذي تبلغ طاقته 9.8 ملايير متر مكعب في السنة. أما فيما يتعلق بالغاز الطبيعي الموجه للسوق الوطنية فسيرتفع الى 32 مليار متر مكعب بعد استلام مشروعين للأمونياك للاستجابة للطلب المتزايد على الغاز. من جهة أخرى أكد المتحدث أن نسبة تجديد مخزون الجزائر من المحروقات تراوح بين 40 و50 بالمائة خلال العشر سنوات الأخيرة. مشيرا الى أن هذه العملية من الضروري أن تنفذ كل 10 سنوات لتجديد المخزون والأخذ بعين الاعتبار المؤشرات الجديدة المتعلقة بالإنتاج والاكتشافات الجديدة أيضا. وسجلت سنة 2011 رقما قياسيا في هذا المجال مقارنة بالسنوات الأخرى من خلال تجديد ما يقدر ب122 بالمائة من المخزون. وفي حديثه عن الاستثمارات التابعة لسوناطراك في الخارج وخصوصا في ليبيا أكد السيد زرقين أن المجمع لا يملك منشات هناك بل حقق اكتشافين للبترول فقط وهي غير معرضة للخطر في ظل الأحداث التي تشهدها ليبيا. غير أنه أضاف أن مصالحه لم تتلق الضوء الأخضر لإعادة بعث نشاطاتها هناك بسبب الأوضاع الأمنية وستقوم باستئناف هذا النشاط عند استقرار الوضع في المنطقة. وبخصوص أنبوب الغاز غالسي الممتد بين الجزائر وايطاليا، قال السيد زرقين أن القرار النهائي لم يتخذ بعد وأن المحادثات لا تزال متواصلة كما أن العقود بين الزبائن لم توقع بعد، ولا يزال مسؤولو المشروع بايطاليا حاليا لمواصلة هذه المفاوضات. وفي سؤال يتعلق بتشجيع الإنتاج الوطني وإجبار الشركات الوطنية الكبرى على اقتناء بعض التجهيزات التي تنتج محليا من الشركات الجزائرية، أكد إطار بشركة سوناطراك أن المجمع وقع على أربعة عقود مع شركة ''ألفابيب'' لتزويد المجمع بالتجهيزات المستعملة في منشآت نقل الغاز عبر الأنابيب التي تتجاوز 1800 متر مكعب. وفي موضوع آخر، أعلن المسؤول الأول عن سوناطراك أن المجمع يسعى للاستثمار في مجالات البتروكمياء لتكون له قاعدة بتروكميائية بتخصيص غلاف مالي يتراوح ما بين 7 و8 مليار دولار في السنوات القادمة لاستدراك التأخر المسجل في هذا المجال.