أكد أمس وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس أن الأحداث التي عرفتها ساقية سيدي يوسف سنة 1958 تكتسي المغزى ''العميق والأثر البالغ'' الذي سيظل ''راسخا ''في الذاكرة الجماعية للشعبين الجزائريوالتونسي والذي يجب ان تستفيد منه الأجيال الصاعدة، موضحا خلال تجمع شعبي أقيم بمدينة ساقية سيدي يوسف في إطار تخليد الذكرى ال54 للأحداث التي عاشتها هذه المدينة والتي اختلطت فيها دماء الجزائريينوالتونسيين معا جراء قصف استعماري فرنسي أن ذلك الهجوم الذي راح ضحيته مئات المجاهدين والمناضلين والذي دمرت خلاله العديد من المنشآت ''كان يرمي الى إحداث شرخ في العلاقات النضالية بين أبناء الشعبين بعد فشل خطي شارل وموريس في وقف زحف المجاهدين'' . وذكر وزير المجاهدين بأن تونس شكلت إبان الثورة التحريرية ''السند والمساند'' للكفاح المرير الذي خاضه الشعب الجزائري ضد اكبر قوة استعمارية بل كانت كما قال ''مصدر الإمدادات والمكان الذي تحضر فيه الخطط العسكرية الجزائرية لمهاجمة العدو الفرنسي''، وخلص السيد محمد الشريف عباس الى القول ان ذلك التضامن والتآزر كان ''نابعا من إرادة مشتركة في مكافحة الاستعمار'' الذي طالما نهب خيرات وثروات الشعبين وحاول على مر السنين ''محو هويتهما الثقافية وانتمائهما الحضاري'' كما ان ذلك الكفاح المشترك كان منبعه الإرادة في تحقيق المصير والمستقبل المشتركين. ولاحظ ان مؤتمر طنجة الذي عقد في شهر أفريل 1958 جاء بعد شهرين فقط بعد أحداث ساقية سيدي يوسف التي ''هيأت الأرضية السياسية والمعنوية لانعقاد هذا المؤتمر الذي تناول البناء المغاربي بكل أبعاده'' كما تطرق وزير المجاهدين للتطورات التي عرفتها تونس، فركز على الثورة الشعبية التونسية وعلى ''الإرادة الحرة'' التي أعادت السلطة الى أبناء الشعب التونسي ليشرع في بناء مرحلة جديدة عبر مؤسساته المنتخبة وبالتالي يضع قاطرة البناء والتشييد على سكتها بفضل كفاءاته. وأكد ان الجزائر تخوض حاليا معركة الإصلاح لتحدث ديناميكية جديدة في مؤسسات الدولة والمجتمع وترقية التعاون مع دول الجوار وايلاء المزيد من العناية للبناء ألمغاربي ''وإذ يحتفل الشعبان بذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف اليوم فإن ذلك يعتبر حافزا للجعل من هذه التضحيات المشتركة مصدرا لمزيد من الاجتهاد قصد تحقيق أهداف التنمية في المنطقة المغاربية حسب ما أبرزه السيد محمد الشريف عباس. وفي هذا السياق ذكر وزير المجاهدين بخطاب رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة خلال زيارته الأخيرة لتونس الذي أكد خلاله بأن ''العلاقات الجزائريةالتونسية يمكنها ان تنطلق بأريحية كاملة مع اعادة الحرارة الى بناء المغرب العربي الذي أصبح أولوية''.