تحادث رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، بمقر رئاسة الجمهورية بالجزائر العاصمة، على انفراد مع نظيره التونسي السيد محمد منصف المرزوقي الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر تدوم يومين بدعوة من رئيس الدولة. قبل أن تتوسع المحادثات إلى أعضاء وفدي البلدين. وحضر المحادثات عن الجانب الجزائري السادة يوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم، عبد المالك قنايزية وزير منتدب لدى وزير الدفاع الوطني، عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية ومحمد علي بوغازي مستشار لدى رئاسة الجمهورية. أما عن الجانب التونسي فقد حضر المحادثات السيد عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع والسيد عبد الله التريكي كاتب الدولة للشؤون الإفريقية والمغاربية والعربية والسيد عبد الله الكحلاوي وزير مستشار لدى رئيس الجمهورية مكلف بالشؤون الخارجية والسيد عماد الدايمي مدير الديوان الرئاسي. وأوضح الرئيس المرزوقي في تصريح للصحافة عقب محادثات مع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أن هذه الزيارة تكتسي بالنسبة إليه ''أهمية قصوى''. مشيرا إلى أن الزيارات السابقة له للجزائر ''كانت إما زيارات بروتوكولية أو مجاملة أو مصلحة''، معربا عن ''تأثره'' بوجوده في ''بلد الثورة'' الذي كنا -كما قال- نتغنى بنشيده الرسمي أكثر مما نتغنى بنشيدنا الوطني''. وإضافة إلى ''البعد العاطفي الكبير'' الذي تكتسيه هذه الزيارة، أكد الرئيس التونسي أن زيارته تكتسي أيضا ''بعدا سياسيا'' لاسيما فيما يخص ''تفعيل الاتحاد المغاربي''، معربا عن ''سعادته'' كون الرئيس بوتفليقة -يضيف الرئيس التونسي- ''طمأنني بتمسكه بهذا المشروع وإن شاء الله فإن الأمل يبقى مفتوحا لتفعيل هذا الفضاء المغاربي''. وأشار الرئيس المرزوقي أيضا إلى أن ''العلاقات مع الشقيقة الكبرى (الجزائر) ستزداد متانة بفضل هذه الزيارة التي من شأنها أن تعزز العلاقات بين الشعوب المغاربية''. وبالمناسبة، أقام رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، بقصر الشعب بالجزائر العاصمة، مأدبة غداء على شرف الرئيس التونسي السيد محمد منصف المرزوقي، حضرها كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء الحكومة إلى جانب ممثلي السلك الديبلوماسي المعتمد بالجزائر. وكان الرئيس التونسي قد توجه، صباح أمس، إلى مقام الشهيد بالجزائر العاصمة مرفوقا بالوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني السيد عبد المالك قنايزية. وعقب استعراضه لتشكيلة من الحرس الجمهوري أدت له التحية الشرفية قرأ الرئيس التونسي فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء ووضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري المخلد لأرواحهم. كما ترحم الرئيس التونسي بعد ظهر أمس بمقبرة العاليةبالجزائر العاصمة على روح الفقيد يوسف فتح الله أحد الناشطين السابقين في مجال حقوق الإنسان في الجزائر. وقام ضيف الجزائر بوضع إكليل من الزهور أمام قبر المرحوم وقرأ الفاتحة على روحه. وكان في استقبال الرئيس التونسي بمطار هواري بومدين الدولي رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وبحضور الوزير الأول السيد أحمد أويحيى وأعضاء في الحكومة ومسؤولين سامين في الدولة. وتندرج هذه الزيارة في إطار ''تعزيز سنة الحوار والتشاور بين البلدين'' كما جاء في بيان لرئاسة الجمهورية، مضيفا أنها ''ستكون مناسبة لتعزيز علاقات الأخوة وحسن الجوار والتعاون وسبل تطويرها في مختلف المجالات بما يتماشى وتطلعات الشعبين الشقيقين''. وكان مصدر ديبلوماسي قد صرح ل(وأج) أن زيارة السيد المرزوقي إلى الجزائر من شأنها أن تعطي ''ديناميكية قوية'' لتطوير وترقية التعاون الثنائي في مجالات عدة منها على وجه الخصوص الطاقة والصناعة والتجارة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتعليم العالي والتكوين والسياحة والثقافة. وأعرب نفس المصدر عن أمله في أن تفتح زيارة الرئيس المرزوقي آفاقا أوسع على درب التعاون الثنائي بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين الجزائري والتونسي. كما كشف بالمناسبة عن انعقاد الدورة ال19 للجنة العليا المشتركة للتعاون الجزائرية-التونسية في غضون السداسي الثاني من العام الجاري بالعاصمة التونسية. وستكون هذه الزيارة أيضا ''مناسبة للتشاور حول مسار بناء اتحاد المغرب العربي ومختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك''.