وقعت الجمارك الجزائرية والمنظمة العالمية للجمارك، امس بالجزائر، على اتفاقية في مجال التكوين عبر الانترنيت. ووقع على الاتفاقية كل من المدير العام للجمارك السيد محمد عبدوبودربالة والأمين العام للمنظمة العالمية للجمارك السيد كونيو ميكوريا الذي يقوم حاليا بزيارة عمل إلى الجزائر. وتسمح الاتفاقية للجمارك الجزائرية بالحصول على قواعد المعطيات الخاصة بمختلف الدروس التفاعلية حول التقنيات الجمركية التي تضعها المنظمة تحت تصرف الهيئات الجمركية عبر العالم. وبفضل هذه الاتفاقية سيتم نقل قاعدة معطيات المنظمة نحو المديرية العامة للجمارك التي ستضعها المديرية العامة للجمارك على موقعها على شبكة الانترنت لضمان متابعة سهلة لهذا التكوين. ويتضمن هذا التكوين الذي تقدمه المنظمة العالمية للجمارك عدة مقاييس نظرية وتطبيقية كالمراقبة الجمركية وقياس المخاطر والاتفاقيات الجمركية الدولية. وقدم السيد بودربالة للسيد ميكوريا قبل مراسم التوقيع الذي حضره عدة مسؤولين من المديرية العامة للجمارك مخطط عصرنة الإدراة الجمركية 2007-.2011 وأوضح السيد بودربالة لضيفه أن هذا المخطط الذي أطلقته السلطات يمثل المرحلة الأولى للإصلاح الجمركي بحيث سيتبع بمخطط آخر سيستمر إلى غاية 2015 والذي يكمن الهدف الأساسي منه في البحث عن النجاعة للمصالح الجمركية عند القيام بمهامها. أشار السيد بودربالة إلى أن هيئته تساهم بفعالية في تنمية البلد من خلال مهامها في المراقبة ووضع الرسوم ومتابعة الواردات وحماية الاقتصاد الوطني. من جهته، أعرب الأمين العام للمنظمة عن ''إعجابه'' بحجم هذا البرنامج مشيدا بجهود المديرية في إرسال نتائج إصلاح المنظومة الجمركية. ومن المنتظر أن يلتقي السيد ميكوريا بعد زيارته للمديرية العامة للجمارك بوزير المالية السيد كريم جودي ليتوجه بعدها إلى الميناء الجاف بالجزائر والمدرسة العليا الجزائرية للأعمال التي تقدم شهادة ماستر في الجمارك. وكان الأمين العام للمنظمة العالمية للجمارك السيد كونيوميكوريا، قد اكد أول أمس أن مكافحة المتاجرة بالمخدرات في العالم تبقى تحديا بالنسبة للمنظمة. مضيفا أن للمنظمة الكثير من الوسائل خاصة تبادل المعلومات بين الجمارك والتي '' قد تساعد على إنشاء قواعد معطيات تسمح بتقييم المخاطر وتسييرها''. وصرح السيد ميكوريا لدى وصوله إلى الجزائر، حيث كان في استقباله المدير العام للجمارك السيد محمد عبدو بودربالة أن المنظمة العالمية للجمارك تنظم في هذا الصدد ''عمليات لتقييم وتسيير المخاطر وهي تتوفر على شبكات للاتصال بين الدول الاعضاء''. كما تعمل المنظمة بموازاة ذلك كما أضاف على تعزيز قدرات تكثيف هذه الشبكات ومساعدة أجهزة الجمارك بالدول الاعضاء على تطوير قدراتها في هذا المجال. ومن خلال هذه المساعدة تقدم المنظمة لاعضائها معلومات حول شبكات المتاجرة بالمخدرات وطرق عملها. وأكد الامين العام للمنظمة العالمية للجمارك في هذا السياق أن هذه المكافحة تستدعي عملا منسقا مع المؤسسات العسكرية والشرطة. كما تركز المنظمة على مكافحة الجريمة المنظمة وانتشار الأسلحة خاصة من خلال انشاء شبكات للجمارك التي تتحد لمواجهة هذه الظواهر. ومن المرتقب أن يشارك الأمين العام للمنظمة العالمية للجمارك يومي 5 و6 مارس بالجزائر في أشغال الملتقى حول ''تقنيات تحديد الكميات في الإدارات الجبائية والجمركية للدول الناشئة أوالنامية'' الذي بادرت به المديرية العامة للجمارك والمنظمة العالمية للجمارك والبنك العالمي وبنك التنمية الاسلامي. وسيتطرق المشاركون خلال هذا اللقاء إلى التطورات التي سجلتها الجمارك الجزائرية في مجال تحديد الكميات من طرف مصالح الجمارك. تجدر الإشارة إلى أن المنظمة العالمية للجمارك التي أعلنت عن هذه التظاهرة على موقعها الالكتروني، أوضحت أن عملية تحديد الكميات يعتبر الحل الأمثل لضبط العلاقات بين الموظفين داخل وخارج الإدارة باعتبار أنه يمكن من بلوغ مستوى أمثل للمداخيل وتعزيز السلطة السياسية والمراقبة الداخلية. كما أشار الأمين العام للمنظمة إلى أن هذه الأخيرة بصدد تطوير دليل لأحسن الممارسات الجمركية وترقية التعاون الدولي مضيفا أنها مستعدة لتقديم الدعم التقني وتعزيز طاقات الدول الأعضاء. واعتبر، في السياق، أن الجزائر طبقت كل معايير المنظمة العالمية للجمارك في مجال الممارسات الجمركية.