تحتضن دار الثقافة ''عبد القادر علولة'' بتلمسان ابتداء من اليوم والى غاية 8 مارس الجاري، عرضا أوليا لأفلام وثائقية أنتجت في اطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة العربية .''2011 تقترح دائرة ''التراث غير المادي والكوريغرافيا ثلاثة أشرطة وثائقية هي ''الحوفي'' للطفي بوشوني، ''ماذا لو رويت لي بلاد القبائل'' لرمضان افتيني وفيلم ''أزرار'' للمخرج حليم صحراوي. تنطلق العروض في حدود السادسة مساد بحضور المخرجين الذين سيلتقون مباشرة مع الجمهور، وستكون الانطلاقة هذا المساء مع ''الحوفي'' الذي يروي غناء وتقاليد نساء تلمسان، وقد قام بتأليف نص هذا الفيلم الوثائقي مراد يلس ويعرض عبر 52 دقيقة ميراثا فنيا راقيا وأصيلا من الشعر تولد من تقاطع المشرق والمغرب الإسلامي. يحوي ''الحوفي'' مخزونا ثقيلا من الفن والشعر الحضري بقي ممارسا ومتناقلا من الجدات الى البنات عبر أجيال متعاقبة. يعد ''الحوفي'' النمط الشعري الذي تختص به تلمسان دون بقية المدن، وهو صنف من الشعر الشعبي تعرفه حاضرة تلمسان وتختص به لطابعه المترف ولانسجامه مع الذوق التلمساني الذي يميل إلى كل ماهو رقيق من الاشعار وما يتناغم مع الطابع الحضري للمدينة التي تظل في تواصل واع بالثقافة الاندلسية شعرا وترفا وغناء، ويحاول الفيلم أن يؤصل الأصول وأن يقف على أشكال التطور والتجاوز التلمساني لتلك الفصول. ويحاول فيلم ''ماذا لو رويت لي بلاد القبائل'' للمخرج رمضان افتيني في 90 دقيقة من خلال اعتماده على أسلوب الخيال، اكتشاف الأغاني والأهازيج عبر اليوميات القبائلية، إذ يبرز الخصوصية الثقافية الناتجة عن عهود تاريخية ولت - كما هو الحال عند أغلب الشعوب - أن الغناء أو الرقص هو نشاط انساني مثله مثل تناغم الفصول مع الطبيعة. من خلال الثقافة تعكس الشعوب أفراحها واحزانها وكل مجتمع يجد في الغناء والشعر سبيله للتعبير، وككل الفنون فإن الغناء انعكاس لخصوصية المجتمع وتطوره، كما أنه مرافق للحياة المعيشة في كل متناقضاتها. ويجمع الغناء الناس تماما كما تجمع الجذور أشجار الزيتون، كما أن الغناء والشعر حاضران في المجتمع القبائلي منذ الأزل، فلا يمكن أن تمر أية مناسبة اجتماعية إلا ويحضر فيها الفن مما يخلدها أكثر عبر الزمن، حيث يعد الغناء صرخة وأملا وترجمة لآمال الناس. ثالث فيلم من سلسلة هذه الأفلام الوثائقية هو ''ازرار'' الذي يعرض أمسية 8 مارس يوقعه المخرج حليم صحراوي ويمثل فيه محمد سعيد معريش ويعرض رحلة شاب صحفي يدعى عثمان يكتشف عالما من النساء يعتبرن حارسات للتراث الموسيقى الاصيل. تقود الرحلة عثمان الى مناطق مختلفة من الوطن هي بشار، أدار، تمنراست، ورقلةوعنابة، وصولا إلى العاصمة، وفي كل محطة يسجل عثمان نماذج مختلفة من الموسيقى التقليدية المحلية منها نوع ''القناوي'' مع حسنة البشارية و''الشلالي'' مع مسعودة دحو و''الامزاد'' مع خولن و''التندي'' مع لالة بادي لالا و''التيبوغارين'' القبائلي مع الحاجة شريفة. يتوقف عثمان أيضا عند الأنواع الموسيقية التقليدية المهددة بالضياع، منها ''العربون'' بمناطق عنابة، ونوع ''التيكوكة'' وهو احتفال طويل وغني يمتد ل 7 أيام يخص أعراس واحة الصحراء بورقلة، هذه العروض ستمكن الجمهور من اعادة اكتشاف تراث موسيقي هو جزء هام من هويتنا الثقافية.