قدمت أول أمس عدة ندوات فكرية ونشاطات ثقافية بمختلف دور الشباب وقصر الثقافة محمد بوضياف بوسط مدينة عنابة، في إطار الاحتفالات بعيد النصر، حيث نشط الأستاذ لحرش إبراهيم ندوة حول ثورة أول نوفمبر وذلك بقاعة المحاضرات. عرج الأستاذ لحرش على عدة محطات تبرز أهمية مشاركة مختلف شرائح المجتمع في تحرير الجزائر، من ضمنها المفكر والكاتب والروائي، وبفضلها استطاع اليوم جيل ما بعد الاستقلال الاطلاع على التاريخ ومعرفة مختلف مراحله خاصة وقائع ثورة أول نوفمبر، وفتحت هذه الندوة الفكرية أمام الشباب للتعرف على هذا التاريخ الذي بفضله نعيش اليوم بين الأمم، كما قال الأستاذ لحرش، الذي حث الشباب على قراءة التاريخ وحفظه لأنه يمثل مجد الأمة الجزائرية وتاريخها وسيادتها. وأوضح المحاضر أن ثورة أول نوفمبر فجرها شباب لم تتعد أعمارهم الثلاثين سنة، حيث خططوا من أجل إطلاق أول رصاصة، وهي إشارة لتحرير الجزائر من يد المستعمر الغاشم، الذي أراد أن يطمس الهوية الجزائرية. مشددا على أن الجزائر أمانة ويجب المحافظة عليها. وتفاعل الحضور مع هذه المحاضرة التي حضرها العديد من رجال الثورة والأساتذة والمؤرخين وطلبة الجامعة وتلاميذ الثانويات الذين اغتنموا فرصة عطلة الربيع للاطلاع أكثر على تاريخ الثورة الممجدة. في سياق متصل، فتحت المكتبة الجهوية للمطالعة نقاشا حول دور الإسهامات والأعمال الأدبية في المحافظة على الذاكرة النضالية للجزائر، حيث قدمت قراءات شعرية بالمناسبة من طرف الشاعرة كنزة مباركي، التي قرأت على الحضور إلياذة الجزائر لشاعر الثورة مفدي زكريا، إلى جانب قراءات أخرى للشعر الشعبي قدمتها الحاجة الطاوس التي شاركت بقلمها في تشجيع المجاهدين على النضال ومكافحة الاستعمار الفرنسي الذي احتل كل شبر من الجزائر العميقة. في سياق آخر، نظمت ببهو بلدية عنابة معارض للشواهد التاريخية وصور للشهداء، منها صورة أحمد زبانا ووقفته الشجاعة أمام المقصلة، إلى جانب تقديم عدة أوبيرات ثورية لبراعم حديقة الحرية في إطار البرنامج الثري الذي سطره ديوان الثقافة والسياحة بعنابة-.