تنطلق اليوم بالعاصمة الكويتية أشغال الندوة الدولية حول العراق لمناقشة التحديات المستقبلية لإعادة إعمار ما دمرته الحرب في هذا البلد المحتل منذ خمس سنوات ولتقديم الدعم للحكومة العراقية ومساعدتها على تجاوز الأزمة الأمنية التي تتخبط فيها· وتناقش الندوة الثالثة من نوعها السبل والآليات الكفيلة بمساعدة العراق على إعادة أمنه واستقراره في ظل الظروف الأمنية المتدهورة ودعم المساعي المبذولة لدعم التنمية وبناء مؤسسات الدولة لتخفيف المعاناة التي يتخبط فيها الشعب العراقي بسبب آثار الاحتلال المدمر المفروض عليه· وتعرف هذه الندوة مشاركة نوعية حيث يحضرها وزراء خارجية بلدان دول الجوار العراقي ودول مجلس التعاون الخليجي والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وممثلون عن منظمة الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "ناتو" ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية· ويمثل الولاياتالمتحدة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي حلت أمس بالعاصمة البحرينية المنامة، حيث إلتقت بنظرائها في دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق لبحث مجمل التطورات الإقليمية الأخيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط بدءا بالأزمة اللبنانية إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مرورا بالوضع في العراق· ويرأس الوفد العراقي رئيس الوزراء نوري المالكي الذي ستتضمن كلمته أمام المشاركين في الندوة مطالبة دول الجوار العراقي باتخاذ مواقف داعمة ومساندة لحكومته لتمكينها من بلوغ هدفها في إعادة الاستقرار والأمن في إشارة واضحة إلى سوريا وإيران اللذان تتهمهما الولاياتالمتحدة بدعم الميليشيات المسلحة ماليا وبالسلاح وغض الطرف عن تسلل المقاتلين إلى داخل العراق عبر حدودهما· وسبق عقد الندوة اجتماعا على مستوى كبار المسؤولين والخبراء الدوليين تم خلاله بحث الترتيبات الأخيرة لعقد المؤتمر الدولي والقضايا المطروحة على جدول أعماله إضافة إلى مشروع نص البيان الختامي للمؤتمر·وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أكد أنه سيتم إجراء تقييم وتحليل شامل للوضع في العراق من جميع النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية· وجدد بالمناسبة دعم الجامعة للندوة وإعطائها الأهمية التي تستحقها بقناعة أن السياسة العربية إزاء العراق تنبع من الاهتمام والالتزام العربي الذي قررته قمة دمشق بدعم الوفاق بين العراقيين· ولكن رئيسة الدبلوماسية الأمريكية التي استبقت عقد الندوة بالقيام بزيارة مفاجئة الى العراق بهدف طمأنة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بدعم دول الجوار العربية لحكومته دعت مجددا الدول العربية إلى تنفيذ التزاماتها تجاه العراق الذي يعيش حاليا على وقع حرب مفتوحة مع الميليشيات المسلحة في إطار خطة الحكومة العراقية لإنهاء كل مظاهر التسلح من شوارع كبرى المدن العراقية وفرض سيطرتها الأمنية على جميع المناطق·وذهبت المسؤولة الأمريكية إلى حث العرب على إرسال دبلوماسييها إلى بغداد وتسهيل دفع الديون العراقية· وتكون بذلك الولاياتالمتحدة تسعى إلى إقحام العرب في مأزقها ومساعدتها على حل المعضلة العراقية بعدما عجزت عن فك خيوطها التي تشابكت من خلال دفع دول الجوار العربية إلى ضخ أموال طائلة لإعادة إعمار ما خربته الحرب وكسب الدعم السياسي لحكومة المالكي التي لم تتمكن من أداء مهامها لاسيما ما تعلق بتحسين الوضعية الأمنية المتدهورة أو في إطلاق عملية حقيقة للمصالحة بين مختلف أطياف الشعب العراقي· للإشارة، فإن مؤتمر الكويت حول العراق حظي باهتمام دولي وإقليمي كبير على خلفية مطالبة الولاياتالمتحدة دول الجوار العراقي بدعم بغداد وإعادة فتح سفارات الدول العربية فيها·وكانت مدينة شرم الشيخ المصرية قد استضافت شهر ماي 2007 الندوة الدولية الأولى حول الأمن في العراق في حين عقدت الندوة الثانية في مدينة اسطنبول التركية شهر نوفمبر الماضي·