اجتمع ممثلو دول الجوار العراقي أمس في العاصمة السورية دمشق في مسعى لاحتواء الوضعية الأمنية المتأزمة في هذا البلد الذي يعيش تحت وطأة الاحتلال منذ خمس سنوات· وعرف الاجتماع مشاركة ممثلين عن دول الكويت والأردن وتركيا وإيران والعربية السعودية إضافة الى مصر والبحرين وممثلين عن جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة وممثلين عن الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي· وقال وزير الداخلية السوري بسام عبد المجيد قبيل بدء الاجتماع إن الهدف من عقده يبقى مساعدة الشعب العراقي على تحقيق الأمن والاستقرار المفقودين منذ الغزو الأمريكي في مارس 2003 ·وأضاف أن بلاده تواصل تطبيق الإجراءات التي أقرتها اجتماعات دول الجوار السابقة بخصوص ضبط الحدود مع العراق لمنع تدفق الأسلحة والمقاتلين، مشيرا الى أن سوريا قامت برفع عدد نقاط التفتيش والمراقبة على طول الحدود السورية العراقية· ولكنه اعتبر بالمقابل أن ذلك يبقى غير كاف على اعتبار أن مراقبة الحدود مسؤولية تتقاسمها الدول المجاورة لبعضها البعض· وتأتي تصريحات الوزير السوري ردا على الاتهامات التي مافتئت واشنطن توجهها لسوريا وإيران على دعم الميليشيات المسلحة في العراق وتزويدها بالمال والأسلحة·وهي الاتهامات التي نفتها الدولتان واعتبرتا أن مأساة الشعب العراقي سببها الاحتلال الأمريكي وطالبت هذا الأخير بالانسحاب من العراق كخطوة أولى لإعادة الأمن والاستقرار·ويأتي هذا الاجتماع عشية عقد ندوة دولية حول الوضعية الأمنية في العراق المقررة يوم 22 افريل الجاري بالكويت في مسعى آخر لحل المعضلة العراقية التي استعصى على اكبر دولة في العالم حلها·وسبق لدول الجوار العراقي أن عقدت اجتماعات مماثلة أقرت خلالها بضرورة تقديم الدعم للحكومة العراقية لمساعدتها على استعادة الأمن والاستقرار من خلال الحد من تدفق المقاتلين والأسلحة عبر حدود دول الجوار الى داخل العراق· ويأتي هذا الاجتماع في الوقت الذي أكد فيه مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون العراق بيرت غورك على انه سيتم سحب جزء من القوات الأمريكية في العراق شهر جويلية المقبل، بحيث تتبع عملية السحب مهلة لتقييم الأوضاع· وجاءت تصريحات المسؤول الأمريكي بعد لقائه طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي أمس في بغداد حيث تناولت محادثات الجانبين التقرير المشترك حول تقييم الوضعية الأمنية في العراق الذي أعده السفير الأمريكي في بغداد ريان كروكر وقائد القوات الأمريكية في هذا البلد الجنرال ديفيد بيتريوس· وهو التقرير الذي طالب بتجميد قرار سحب القوات الأمريكية الى ما بعد شهر جويلية القادم وانتظار تقييم الوضع الأمني على اثر ذلك· ولكن نائب الرئيس العراقي أعاب على التقرير عدم تناول التحديات التي تواجه الحكومة العراقية كما انه لم يتعرض للإجراءات المحددة بخصوص ردع التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية العراقية·