يطالب سكان بلدية باش جراح بإعادة الاعتبار للمستوصف الموجود بجانب مقر البريد المركزي بباش جراح، الذي يسجل عدة نقائص، منها غياب التجهيزات ووسائل العلاج، إلى جانب نقص الأخصائيين، مما أثر على تقديم خدمات صحية لائقة. وحسب مصادر من المستوصف، فإن هناك نقصا كبيرا في مواد العلاج والأدوية، مما يعيق عمل الأطباء في تأدية مهامهم، أمام الأعداد الكبيرة للمواطنين الذين يقصدون المستوصف الموجود بقلب البلدية، وهو الأمر الذي أكدته الجولة الاستطلاعية التي قادت ''المساء'' إلى عين المكان. وأكدت شهادة الأطباء الذين تقربنا منهم، أن هذه العيادة الطبية تشهد نقصا في المواد الأساسية للتمريض والتطبيب، مما يضعهم في حيرة من أمرهم، أمام تساؤلات المواطنين الذين ''لا يهضمون الوضعية''، ملقين اللوم على الأطباء، كما أن المرفق يفتقر لمادة الأكسجين الحيوية والضمادات، مما يجعل عملهم صعبا خاصة في الحالات الاستعجالية الصعبة، كما اشتكى الأطباء من الانقطاعات المتكررة للكهرباء التي تشل عملهم. وأوضحت طبيبة تعمل بالمستوصف ل ''المساء''، أن الأطباء يعملون بالتناوب ويتقاسمون قاعة فحص واحدة بها طاولة فحص ومكتب، حيث تقتصر مهامهم على تقديم العلاج القاعدي من فحوصات بسيطة، حقن وتلقيح، إلا أنها تشهد إقبالا كبيرا من طرف الوافدين من أحياء كثيرة، على غرار أحياء الكاليتوس، ليجيكو والتنس. من جهة أخرى، يفتقر مستوصف باش جراح إلى مختصين في مختلف الأمراض، منها الحساسية التي يتزايد حجم ارتفاعها بدخول فصل الربيع، مما يزيد من معانات المرضى الذين لا يشفون بشكل كلي نظرا لتلقيهم العلاج على أيدي أطباء عامين، وإلى جانب هذا الأمر، نجد عدم توفير الإمكانيات، الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة للطب الاختصاصي على مستوى هذه المؤسسة الصحية، حيث يقتصر توفيرها على مستوى المستشفيات الكبرى فقط، نظرا لارتفاع تكاليفها، أو يضطر الطبيب المختص لفتح عيادته الخاصة بإمكانياته الخاصة. وانتقد المواطنون الذين التقيناهم، غياب الأطباء الأخصائيين بعيادتهم الطبية، إضافة إلى نقص الأجهزة الطبية، فضلا عن انعدام سيارات الإسعاف، وضعف مستوى التكفل بالمرضى، متسائلين عن سر بقاء بعض الأجهزة الطبية الحديثة غير مستغلة، رغم استمرار معاناة المرضى خاصة المصابين بأمراض مزمنة، وأوضحوا أن الخدمات الصحية تقتصر على تضميد الجراح، أخذ الحقن وبعض الإسعافات الأولية، حيث يضطر سكان البلدية إلى التنقل للمراكز الصحية المجاورة للمعالجة، خصوصا في الحالات الاستعجالية الليلية.