كشفت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي، يوم الأربعاء المنصرم بتلمسان، أنّ كلّ المنشآت الثقافية التي كسبتها الولاية بمناسبة تتويجها عاصمة للثقافة الإسلامية، ستسير وفق القوانين الأساسية التي وضعتها الوزارة مع الحكومة. وأوضحت وزيرة الثقافة أثناء إشرافها على مراسيم اختتام التظاهرة الدولية الكبرى، والتي استهلتها بزيارة عمل وتفقد وتدشين الهياكل الثقافية بالمدينة، أنّ وزارة الثقافة قامت بعمل جبار إلى جانب الحكومة من أجل وضع قوانين أساسية في ظرف زمني قصير، لضمان الميزانية التي يسير على ضوئها كلّ مرفق، وضمان الطاقات البشرية المكونة لتسيير الفضاءات الجديدة، وشدّدت السيدة تومي على ألا تكون هذه المكاسب مجرد مبان فارغة، في إشارة منها إلى ضرورة العمل على استمرارية الحركية الثقافية بالولاية، بعد أن كسبت خبرة متميّزة خلال عام من النشاطات المتنوّعة وعالية المستوى. وقد استهلت الوزيرة زيارتها إلى عاصمة الزيانيين بتدشين صرح ثقافي مهم، يتعلّق الأمر بالمكتبة الجهوية للمطالعة العمومية ''محمد ديب''، الذي يعدّ مرفقا حيويا في الحياة الثقافية بالمنطقة، خاصة وأنّه يحوي على كل المستلزمات التكنولوجية الحديثة، وقد بني على نحو هندسي بالغ الجمال، يعكس العمران المغاربي الأصيل بلمسة فنية حديثة، من شأنه أن يجعل الطلبة والمواطنين يتمتّعون بالمطالعة بهذا الصرح. والمكتبة مجسّدة في طابقين، يحوي على قاعة للأنترنت، قاعتين للميدياتيك بسعة 112 مقعدا، وقاعتين للمطالعة بسعة 92 مقعدا، كما يحتوي على مكتبتين، بنك ومخزن للكتاب، وتمّ تخصيص جناح لأطفال بطاقة استيعاب 30 طفلا في عمر ثلاثة سنوات، و60 آخر بالنسبة للأطفال المتراوحة أعمارهم من ثلاثة سنوات إلى 12 سنة، وهو جناح مهيأ بمختلف وسائل الترفيه، الألعاب والتسلية، والأهمّ من ذلك، فإنّه يضمّ أكثر من 500 عنوان، كما تمّ تخصيص قاعة مطالعة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، تسع ل24 مقعدا. وتفقّدت السيدة تومي المركز الوطني للدراسات والأبحاث الأندلسية الذي جسّد في معلم عمراني في قمة الروعة، إذ نقل عن الهندسة التي بني بها قصر الحمراء بغرناطة في إسبانيا، وهو ملحق بالمركز الوطني للبحوث ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ، الذي يوشك على انتهاء الأشغال به، ومن المرتقب أن يسلّم مع مطلع الشهر المقبل، وفي هذا الصدد، قال السيد سليمان حاشي، مدير المركز الوطني للبحوث ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ؛ إنّ المركز سيخصّص للدراسات في تاريخ الجزائر مع الأندلس من خلال مختلف الفنون والسلوكات الاجتماعية، على غرار الشعر، العمران، الموسيقى وكلّ نواحي الحياة، ويعمل به باحثون بارزون في العلوم الإنسانية، السوسيولوجيا، التاريخ وعلوم الموسيقى. وختمت الوزيرة جولتها بتدشين رسمي لمسرح الهواء الطلق ''الشيخ العربي بن صاري''، وقصر المعارض ''محمد فراح''، وقامت أوّل أمس كذلك، بتدشين قاعة السينما ''جمال الدين شندرلي''، وكان برفقة الوزيرة نائب الوزير الأوّل السيد نور الدين يزيد زرهوني، ومجموعة من السفراء المعتمدين بالجزائر ممن حضروا وشاركت بلدانهم في التظاهرة، بالإضافة إلى عدد من الفنانين والمبدعين والمثقفين. وأدى السيد نائب الوزير الأول بتصريح للصحافة على الهامش، حيث اغتنم الفرصة ليثمّن المكاسب التي حقّقتها التظاهرة وعادت بالفائدة بالنسبة للولاية وسكانها، مؤكّدا أنّ الدولة التي تهتم بثقافتها وتسعى للحفاظ عليه هي دولة سليمة، رغم المشاكل التي تواجهها. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: دليلة مالك