أبدت وزيرة الثقافة خليدة تومي رضاها التام بما تحقق في تظاهرة «تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية»، واعتبرت في حديث خاص ل«البلاد» على هامش فعاليات الاختتام نهاية الأسبوع، أن الاحتفالية الدولية التي احتضنتها «عاصمة الزيانيين» على مدار عام كامل، لم تكن هدفا بالنسبة للدولة الجزائرية، وإنما وسيلة من أجل إعمار تلمسان. وقالت الوزيرة وعلامات الارتياح بادية عليها، إن المدينة استفادت من الكثير من المنشآت والمرافق الثقافية التي تم تشييدها لهذا الغرض، ورأت أن التظاهرة ميزها العمل الدؤوب وتجنيد الطاقات التقنية والثقافية والفنية من خلال العشرات من مكاتب الدراسات، حيث جند كل هؤلاء لإنجاح هذا الحدث وأثبتوا بجدارة أنهم أهل للثقة وقادرون على تحقيق «المعجزة بروح وطنية». ولم تجد محدثتنا «إشكالا» في برمجة العديد من حفلات أغنية «الراي» في تظاهرة نظمت تحت راية «الثقافة الإسلامية»، وقالت هنا إنه يجب التمييز وعدم الخلط بين الثقافة والدين. وأوضحت أن تلك السهرات «الرايوية» التي برزت بشكل لافت في فعاليات الاختتام؛ لم تكن تجاوزا أو خرقا لمضمون التظاهرة الدولية، مضيفة أن أغنية «الراي» تعد جزءا من الثقافة الجزائرية. وذهبت إلى أكثر من ذلك فقالت «الراي ملك للشعب الجزائري وأنا أخدم كل الثقافات.. لم آت بالراي من اليابان.. جئت به من الجزائر». في السياق ذاته، قالت السيدة خليدة تومي إن الدولة الجزائرية تملك وزارتين: الأولى اسمها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، والثانية هي وزارة الثقافة، ولكل منهما مهامها، مضيفة «لن أكون كوميسار، أي محافظ شرطة، أقف على رؤوس الجزائريين وأقيد حريتهم.. أنا هنا في خدمة الشعب وأطبق برنامج رئيس الجمهورية الذي اختاره الشعب وصوت عليه، وهو يدعو إلى احترام الحريات الأساسية في التعبير والتفكير واحترام الثقافة الجزائرية.. ومن يريد برنامجا آخر فلينتظر الانتخابات الرئاسية ويأتي ببرنامج مغاير»، على حد تعبيرها. من ناحية أخرى، قامت وزيرة الثقافة مساء أول أمس في تلمسان، بتدشين عدد من الهياكل الثقافية التي أنشئت خصيصا من أجل تظاهرة «عاصمة الثقافة الإسلامية»، منها المكتبة الجهوية للمطالعة العمومية «محمد ديب» وقصر المعارض «محمد فراح» ومسرح الهواء الطلق «الشيخ العربي بن صاري» الذي أعجبت به كثيرا وقالت إن العاصمة الجزائرية التي بها أكثر من خمسين بلدية يفترض أن يكون بها مسرحان أو ثلاثة زيادة على مسرح الهواء الطلق الموجود حاليا. وانتقلت الوزيرة بعدها رفقة نائب الوزير الأول نور الدين يزيد زرهوني وعضو مجلس الأمة زهرة ظريف بيطاط ووزير الشغل والضمان الاجتماعي الطيب لوح وعدد من الشخصيات الفنية، إلى تدشين قصر الثقافة «عبد الكريم دالي» وقاعة السينما «جمال الدين شندرلي»، وزيارة إلى مركز الدراسات الأندلسية حيث تلقت تومي شروحات حول الهيكل الثقافي.