يعيش محيط شباب بلوزداد هذه الأيام أجواء متوترة، بعد ان أصبح الجميع يشعر بوجود تراخ كبير في المجهودات التي يقوم بها المسيرون لضبط تعداد التشكيلة تحسبا لبطولة الموسم القادم. وقد زاد في تعكير الأجواء التسريبات التي قامت بها كوادر الفريق تجاه المناصرين، حيث كشف كل من ربيح وسليماني وأوسرير وأكساس، ان المفاوضات التي باشروها مع رئيس النادي عز الدين قانا بغية تجديد عقودهم لم تعرف أي انفراج، وذهبوا إلى حد اتهام قانا بالتقليل من قيمتهم من خلال اقتراح عليهم مبالغ مالية لا تتناسب كلية مع مستواهم الحقيقي ووزنهم داخل التشكيلة البلوزدادية، كما كذب البعض منهم قيامهم بمساومة النادي وقالوا أنهم لم يطلبوا أبدا مبالغ باهظة وطالبوا فقط الرئيس بالتراجع عن مواقفه الصلبة من أجل إيجاد أرضية للتفاوض تحافظ على مصالح النادي. وتساءلت الأوساط الرياضية عن الأسباب التي جعلت الرئيس قانا يتأخر عن حسم مسألة تجديد إمضاءات اللاعبين الأساسيين للفريق، في وقت قطعت أندية أخرى أشواطا كبيرة في هذا الجانب، فضلا عن قيامها بتدعيم تعدادها بلاعبين جدد، واعتبرت ان مثل هذا السلوك سيفضي إلى انسحاب اللاعبين من تعداد شباب بلوزداد واختيار فرق أخرى، لا سيما وانهم محل عروض مغرية من أندية تنتمي إلى الرابطة الاحترافية الأولى، إلا ان مصادر قريبة من الفريق البلوزدادي أكدت ان قانا تعمد التفاوض ببطء مع اللاعبين بعدما لاحظ وجود تراجع من بعض أعضاء مجلس الإدارة عن تعهداتهم التي كانت ترمي إلى مساعدته ماليا في عمليتي تجديد عقود اللاعبين والاستقدامات، وقد أراد من خلال هذه الطريقة جلب انتباه المناصرين إلى الصعوبات المالية التي أصبحت تواجهه، لا سيما ان الجميع يقر بأن قانا استثمر في النادي أكثر من عشرة ملايير سنتيم. ويكون قانا قد دعا أمس أعضاء مجلس الإدارة إلى عقد اجتماع عاجل لمناقشة مسألة تجديد عقود اللاعبين، وهو يريد من خلال هذه الطريقة وضع هؤلاء الأعضاء أمام مسؤولياتهم، لا سيما وأنه يخشى من ان يستمر لوحده في دفع ما يحتاج إليه النادي، ولا تستبعد بعض المصادر القريبة من النادي البلوزدادي ان يقوم الرئيس قانا برمي المنشفة إذا شعر بغياب استعداد من أعضاء مجلس الإدارة للوقوف إلى جانبه في هذا الظرف الصعب. وليس اللاعبون وحدهم الذين يشتكون من هذا الوضع، بل حتى المدرب جمال مناد الذي رغم تفاوضه عدة مرات مع قانا حول مستقبله في العارضة الفنية، يجد نفسه غير متأكد من الاستمرار في تدريب شباب بلوزداد.