صرح، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد أبو عبد الله غلام الله، أن دائرته الوزارية قد أعدت برنامجا مكثفا بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية. وأوضح الوزير على هامش الندوة الفكرية حول ''التصوف والزوايا بولاية تيارت'' أول أمس، المنظمة بزاوية سيدي عدة ببلدية سيدي الحسني أن هذا البرنامج يركز على أهم منجزات القطاع خلال الخمسين سنة الماضية وما هي آثارها في المجتمع. وفي هذا الصدد، أبرز السيد غلام الله أن من أهم المكتسبات التي تحققت خلال هذه المدة هي المكانة الكبيرة التي أصبح يتمتع بها المسجد بالجزائر حاليا والذي يعتبر ثمرة نشاط الوزارة. وأشار إلى أنه سيتم التطرق ضمن هذا البرنامج إلى الآفاق المستقبلية للمسجد، حيث لابد أن ينشط مثله مثل النشاط الاقتصادي والاجتماعي. ومن جهة أخرى، أعلن أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف قد طبعت في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 12 مخطوطا من المخطوطات الجزائرية القديمة ذات أهمية كبيرة مثل ما تعلق بالفتوى في العصور السابقة ببلادنا، كما تتطرق إلى علماء جزائريين كانت لهم قضايا جريئة. وأشار السيد أبو عبد الله غلام الله إلى أن طباعة هذه المخطوطات واحيائها ترمي لأن يدرك الجزائري ما هي حقيقة الفكر الإسلامي في بلادنا وجهود العلماء والمفكرين فيه من خلال الرصيد الوثائقي المهم الذين تركوه. وأبرز أن هذه المبادرة ستساعد الطلبة والباحثين وعلماء النفس والمختصين في علم الاجتماع على تعميق تصورهم في المجتمع الجزائري. كما أكد السيد غلام الله أن دائرته الوزارية تسعى من خلال تنظيم مثل هذه اللقاءات الدينية إلى بناء سليم قائم على أسس موضوعية وقيم إسلامية صحيحة. وأضاف الوزير أن الأهداف الأساسية التي يمكننا استخلاصها من هذه الندوة هي الاطلاع على التاريخ مثل ما هي الأفكار التي بنيت عليها مؤسسة الزاوية وكذا أراء الشيخ سيدي عدة بن غلام الله في المجتمع وفي الدين والدولة الجزائرية. وأبرز أن تنظيم مثل هذه الملتقيات واللقاءات الفكرية الدينية تدعم تمسك المواطنين بالدين من خلال اجتماعهم والتقائهم بهذا الصرح الديني وكذا الدفاع عن مقومات الدولة الجزائرية. وتناول هذا اللقاء المنظم من طرف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والمندرج في إطار القافلة العلمية لسنة 2012 مخطوطات في التصوف والتربية وكذا التجربة الصوفية عند الشيخ عدة بن غلام الله. وأوضح مدير دائرة الثقافة الإسلامية بالوزارة والباحث في التصوف السيد بومدين بوزيد أن الشيخ عدة بن غلام الله ساعد بفكره وعطائه العلمي والفكري في المحافظة على خصوصيتنا التاريخية ومرجعيتنا الثقافية بالإضافة إلى مساهمته بدور متميز في التربية والتعليم ونشر قيم المحبة والحوار والتسامح. ومن جهته، أشار السيد نصر الدين عدي وهو باحث في التصوف من جامعة مستغانم إلى أن الشيخ بن غلام الله أعطى لمؤسسة الزاوية مكانة كبيرة تليق بها من خلال تركيزه على تعليم تلامذته على التعلق بالله بطريقة صوفية شادلية درقاوية أصيلة.