يشارك وزير المالية السيد كريم جودي في ريو دي جانيرو (البرازيل) في ملتقى دولي حول «الاقتصاد الأخضر والشامل: وجهات نظر وزراء المالية في هذا المجال» المقرر اليوم، حسبما أعلنه بيان للوزارة، أمس. ويضم هذا الملتقى الذي يعقد على هامش ندوة الأممالمتحدة «ريو دي جانيرو +20» حول التنمية المستدامة مجموعتين لإجراء مناقشات تتناول العناصر الأساسية والاستراتيجيات وتحديات ترقية الاقتصاد الأخضر والشامل حسب نفس المصدر. وسيكون للسيد كريم جودي مداخلة في إطار لقاء المجموعة الثانية المقرر اليوم حول موضوع «التغييرات في كيفيات الإنتاج والاستهلاك في الظرف المتميز بالتغيرات الاقتصادية الهيكلية». واستنادا إلى نفس المصدر فإن هذه المجموعة تهدف الى «دراسة الفرص المتاحة بفعل تحول الاقتصاديات من وضعها الحالي غير المطاق والمتميزة بانعدام الفعالية والضغوطات البيئية المتزايدة وزيادة الفوارق في الاقتصادين الأخضر والشامل». وتجدر الإشارة إلى أن المفاوضات تواصلت يوم 17 جوان الماضي ضمن المجموعات المختلفة على أساس هذا النص الجديد، لكن الاختلافات العميقة القائمة بين البلدان النامية والبلدان المتقدمة حول قضايا أساسية أثارت الشكوك والتشاؤم ضمن الوفود العديدة الحاضرة في ريو. ويتضمن مشروع الوثيقة النهائية مواضيع تتعلق بأهداف التنمية المستدامة وسبل تنفيذها. ويذكر أن الجزائر التي تترأس مجموعة ال77+الصين أكدت أن هذه الوثيقة الجديدة قد تشكل قاعدة عمل لاستئناف المفاوضات بما أنها تتكفل بعدد من انشغالات البلدان النامية. وقد ألحت الجزائر على الطابع العام للوثيقة وعلى النقائص التي تميزها والتي ينبغي تداركها في جولات المفاوضات المقبلة. وأدرجت هاتان المسألتان ضمن مشروع الوثيقة النهائية التي أعدتها الرئاسة البرازيلية للندوة الأممية التي ستمتد إلى غاية 22 جوان بعد عدة جولات من المفاوضات على مستوى الخبراء. وعلى هامش الاجتماعات التمهيدية لندوة الأممالمتحدة حول التنمية المستدامة نظم لقاء يوم 18 جوان 2012 من طرف الهيئة العمومية الألمانية للمساعدة على التنمية بالتنسيق مع بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) حول «الغابات المتوسطية من أجل التنمية: «حل لتكييف السياسات والأراضي والمجتماعات مع التغير المناخي بمنطقة مينا». وخلال هذا اللقاء الذي شارك فيه الوفد الجزائري الممثل من قبل المدير العام للغابات، قدمت مداخلة حول التجربة الجزائرية في مجال التسيير المستدام للغابات في إطار سياسة التجديد الريفي. وقد دعمت هذه المداخلة بأمثلة خاصة بمشاريع ملموسة «أنجزت بنجاح» على غرار السد الأخضر عبر المناطق السهبية الجزائرية المهددة بالتصحر وكذا المخطط الوطني للتشجير 2000-2012. في هذا الخصوص، تم التأكيد على برامج التنمية المطبقة منذ 2009 في إطار تطبيق سياسة التجديد الريفي والتي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية ومداخيل الأسر الريفية والتخفيف من الضغط المسلط على الموارد الطبيعية. كما تم استعراض البرامج المعتمدة في مجال مكافحة التصحر ومعالجة الأحواض المنحدرة وتسيير وتوسيع الثروة الغابية وحماية الأنظمة البيئية الطبيعية. وعقب هذا اللقاء أكد المتدخلون من بينهم وزير البيئة والغابات لكوستاريكا ومساعد المدير المكلف بقسم الغابات بمنظمة الأممالمتحدة من أجل التغذية والفلاحة على ضرورة ترقية التعاون جنوب-جنوب في مجال التسيير المستدام للغابات. وقد سمح هذا الاجتماع لممثلي بلدان منطقة مينا الحاضرين في هذا اللقاء بتبادل وجهات النظر حول ضرورة التعاون الإقليمي في مجال التسيير المستدام للغابات في ظرف يتميز بالتغيرات المناخية من خلال تبادل الخبرات وتعزيز القدرات وكذا تطوير المشاريع العابرة للحدود والتي تعود بالفائدة على البلدان المعنية. وقد توصلت اللجنة التحضيرية للندوة التي اختتمت أشغالها يوم 16 جوان 2012 بعد أربعة أيام من المفاوضات حول مشروع الوثيقة النهائية إلى الاتفاق على هذه الوثيقة التي ستعرض للمصادقة من قبل رؤساء الدول والحكومات بمناسبة لقاء القمة. ونظرا لعدم التوصل الى إجماع حول مشروع الوثيقة بسبب الاختلافات العديدة بين مختلف الدول ومجموعات الدول عرضت الرئاسة البرازيلية التي ستقود الأشغال إلى غاية نهاية الندوة نصا جديدا يأخذ في الحسبان المواقف المختلفة والمحادثات الأخرى التي جرت خلال أشغال اللجنة التحضيرية. وللإشارة، سيدرس المشاركون في ندوة الأممالمتحدة حول التنمية المستدامة (ريو+20) التي انطلقت أشغالها، أمس، في ريو دي جانيرو (البرازيل) نقاط تعثر المسائل المتعلقة بالإطار المؤسساتي والاقتصاد الأخضر.